للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى نجد رحمة لمن أراد أن يرحمه بمن يؤويه وينصره، وقدم على أبيه وصنوه وأهله ببلد حريملاء، فناداهم بالدعوة إلى التوحيد"١.

وقال ابن بشر: "ثم إن الشيخ أراد أن يصل إلى الشام فضاعت نفقته التي معه فانثنى عزمه عن المسير إليه. لما أراد الله سبحانه الذي يعلم السر وأخفى أن يمضي أمره ويعليَ كلمته بجمع أهل نجد بعد تفرقهم، على إمام واحد، يزيل عنها شعائر الكفر والبدع"٢.

وقال ابن قاسم: "ثم ارتحل يريد الشام فحصل له عائق لما اقتضته الحكمة الربانية من ظهور هذا الدين في البلاد النجدية فقصد نجدا ووجد والده قد ارتحل إلى بلدة حريملاء"٣.

وكل هذه النصوص تصرح بأن الشيخ انثنى عزمه عن الشام وعاد إلى نجد لمَّا أراد الله سبحانه وتعالى أن يرحمهم به، وأما ما فهمه الدكتور العثيمين من قول ابن بشر عن الشيخ: "ثم إنه خرج من الأحساء وقصد بلد حريملاء"٤ من أن الأحساء كانت آخر المواطن لرحلات الشيخ ولو للحج، وأنه لم يرحل بعد رحلته العلمية إلى الحرمين، وأن عودته النهائية إلى حريملاء لم تكن من المدينة؛ فإن هذا المفهوم مرجوح لما قدمناه


١ الرسائل والمسائل النجدية جـ ٣/ ٣٤٠.
٢ ابن بشر ١ / ٨.
٣ الدرر السنية ١٢/ ٥.
٤ عنوان المجد ١/ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>