للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيراً من رأينا لأنفسنا، وكيف لا وهو الرأي الصادر من قلوب ممتلئة نوراً وإيماناً وحكمة وعلماً ومعرفة وفهماً عن الله ورسوله ونصيحة للأمة وقلوبهم على قلب نبيهم، ولا وساطة بينهم وبينه، وهم ينقلون العلم والإيمان من مشكاة النبوة غضاً طرياً لم يشبه إشكال، ولم يشبه خلاف، ولم تدنسه معارضة، فقياس رأي غيرهم بآرائهم من أفسد القياس"١.

٢٤- قال يحيى أن أبي بكر العامري٢ رحمه الله تعالى: "وينبغي لكل صين متدين مسامحة الصحابة فيما صدر بينهم من التشاجر، والاعتذار عن مخطئهم وطلب المخارج الحسنة لهم، وتسليم صحة إجماع ما أجمعوا عليه على ما علموه فهم أعلم بالحال والحاضر يرى ما لا يرى الغائب، وطريقة العارفين الاعتذار عن المعائب وطريقة المنافقين تتبع المثالب، وإذا كان اللازم من طريقة الدين ستر عورات عامة المسلمين فكيف الظن بصحابة خاتم النبيين! مع اعتبار قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أحداً من أصحابي" ٣. وقوله: "من حسن إسلام تركه ما لا يعنيه" ٤. هذه طريقة صلاحاء السلف وما سواها مهاوٍ وتلف"٥.

٢٥- وقال السفاريني رحمه الله تعالى: "ولا يرتاب أحد من ذوي الألباب أن الصحابة الكرام هم الذين حازوا قصبات السبق واستولوا على معالي الأمور من الفضل والمعروف والصدق، فالسعيد من اتبع صراطهم المستقيم واقتفى


١ـ إعلام الموقعين ١/٧٩-٨٢.
٢ـ هو يحيى بن أبي بكر بن محمد بن يحيى العامري الحرضي مؤرخ، وله علم بمفردات الطب، كان محدث اليمن وشيخها في عصره ولد سنة ستة عشر وثمانمائة وتوفي ثلاث وتسعين وثمانمائة هجرية. ترجمته في: الضوء اللامح للسخاوي ١٠/٣٢٤، البدر الطالع للشوكاني ٢/٣٢٧، كشف الظنون ١/٩٣٧، فهرست الفهارس للكتاني ٢/٤٤٥-٤٤٦، الأعلام ٩/١٦٨.
٣ـ رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ٤/١٩٦٧-١٩٧٨.
٤ـ رواه الترمذي في سننه ٣/٣٨٢، ورواه ابن ماجه أيضاً في سننه ٢/١٣١٥-١٣١٦، وكلاهما من حديث أبي هريرة.
٥ـ الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة ص/٣٠٠-٣٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>