للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه الفوائد الأربع تكريم لأولئك البدريين رضوان الله عليهم أجمعين.

وأما قوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} ١.

وهذه الآية مع ما دلت عليه من إثبات إيمان أهل بدر كذلك دلت صراحة على مشاركة الملائكة في قتال أعداء الدين من كفار قريش.

وقد جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وسوط الفارس يقول: أقدم حيزوم٢ فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقياً فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "صدقت ذلك من مدد السماء السادسة ... " الحديث٣.

وروى الإمام أحمد بإسناده إلى أبي داود المازني وكان شهد بدراً قال: إني لأتبع رجل من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أنه قتله غيري٤.

وروى أيضاً رحمه الله تعالى: بإسناده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ... قال: جاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيراً فقال العباس: يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني لقد أسرني رجل أجلح٥ من أحسن الناس


١ـ سورة الأنفال آية/١٢.
٢ـ قال في النهاية "حيزوم" جاء في التفسير أنه اسم فرس جبريل عليه السلام ١/٤٦٧.
٣ـ صحيح مسلم ٣/١٣٨٤-١٣٨٥.
٤ـ المسند ٥/٤٥٠، وابن هشام في السيرة ١/٦٣٣.
٥ـ قال ابن الأثير: الأجلح من الناس الذي انحسر الشعر عن جانبيه رأسه ١/٢٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>