للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثل الشراح للمصروف للتناسب "سلاسلاً وأغلالاً وسعيراً" "قواريراً قواريراً" على قراءة نافع والكسائي، " ولا يغوثا ويعوقا ونسرا" على قراءة الأعمش وابن مهران. وقسموا التناسب إلى قسمين تناسب لكلمات منصرفة انضم إليها غير منصرف تحو سلاسلاً وأغلالاً، وتناسب لرؤوس الآي كقوارير الأول فإنه رأس آية، فنوّن ليناسب بقية رؤوس الآي في التنوين أو بدله وهو الألف في الوقف، وأما قوارير الثاني فنوّن ليشاكل قوارير الأول، والفرق في ذلك بين الضرورة والتناسب أن الصرف واجب في الضرورة وجائز في التناسب، وقد علمت أن التناسب غير التشاكل للازدواج. هذا ما كتبته من مسائل كتاب الضرائر، وبه علم أن اسم "الصارم المنكي في الرد على السبكي" بعد الميم نون كما هو المتواتر عن المصنف وهو الصواب، غير أن النبهاني قد تعود على التحريف والتبديل، فأراد أن يخرف الأسماء كما حرف نصوص القرآن والسنة الغراء، وقد فضحه الله تعالى بالجهل في سائر الأقطار والأنحاء، والحمد لله الذي نصرنا على الأعداء.

الوجه الرابع: أن التسمية بالصارم المبكي بباء بعد الميم تسمية لا معنى لها إذا لمحنا إلى الأصل المنقول عنه، فإن الصارم إنما يوصف في كلام العرب بالنكاية لا بأنه يبكي، فإن العصا أيضاً تبكي المضروب بها، بخلاف الصارم فإنه إذا ضرب به أحد هلك وفني وهي النهاية في النكاية، ولكن النبهاني مقصوده تسويد القراطيس، كما سود الله وجهه بإتباعه لوساوس إبليس.

وبالجملة فكل ما اعترض به على كتاب "الصارم المنكي" فهو اعتراض مردود عليه وكل ما انتقده فهو مدفوع عنه، وكان ما اعترض به عليه من شواهد جهله وآيات حرمانه.

تعيرنا ألبانها ولحومها ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

فكتاب "الصارم المنكي" للإمام الذي لا يجاذب رداء فضله ولا تدور العين بين أصحابه على مثله، علامة المعقول والمنقول، وفهامة الفروع والأصول،

<<  <  ج: ص:  >  >>