عنه قال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. هذا لفظ البخاري، وهو عند الإسماعيلي من رواية محمد بن المثنى عن الأنصاري بإسناد البخاري إلى أنس قال: كانوا إذا قحطوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استقوا به فيستسقي لهم فيسقون، فلما كان في إمارة عمر.. فذكر الحديث، هكذا في الفتح.
قوله: وكيف نحتج باستسقاء عمر بالعباس وعمر هو الذي روى حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلق؟
أقول: قد عرفت فيما تقدم أن هذا الحديث واه جداً لا يصلح لأن يحتج به.
قوله: فبهت وتحير وبقي على عماوته ومقابحه الشنيعة.
أقول: هذا كذب فيما أظنه بيّن، كيف وقد يعلم ضعف حديث التوسل من له أدنى إلمام بفن الجرح والتعديل، فلا وجه للبهت والتحير.
قوله: ومن مقابحه أنه لما منع الناس من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم خرج ناس من الأحساء وزاروا النبي صلى الله عليه وسلم.
أقول: هذا كذب وافتراء، فإن الشيخ قال في جواب اثنتي عشر مسألة، منها إنكار زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما نصه: فهذه اثنتا عشرة مسألة جوابي فيها أن أقول: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} . هكذا قال الشيخ في الرسالة التي كتبها إلى عبد الله ابن سحيم.
قوله: وبلغه مرة أن جماعة من الذين لم يتابعوه من الآفاق البعيدة قصدوا الزيارة والحج.
أقول: هذا افتراء بحت، ألم تر أن الشيخ نفسه قد قصد مدينته عليه الصلاة والسلام وأقام فيها شهرين ثم رجع بعد ذلك فائزاً بأجر الزيارة والمناسك، كذا في (روضة الأفكار) وقد نقلت فيما تقدم عبارتها الطويلة.
قوله: وكان ينهى عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم –إلى قوله– وأحرق دلائل الخيرات وغيرها من كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.