كثير من العلماء فهذا مما يشارك الشيخ فيه غيره فلا وجه للطعن.
قوله: وقال له رجل آخر مرة وكان رئيساً على قبيلة بحيث أنه لا يقدر أن يسطو عليه: ما تقول إذا أخبرك رجل صادق ذو دين وأمانة وأنت تعرف صدقه بأن قوماً كثيرين قصدوك وهم وراء الجبل الفلاني فأرسلت ألف خيال ينظرون القوم الذين وراء الجبل فلم يجدوا أثراً ولا أحد منهم، بل ما جاء تلك الأرض أحد، أتصدق الألف أم الواحد الصادق عندك؟ فقال: أصدق الألف، فقال له: إن جميع المسلمين من العلماء الأحياء والأموات في كتبهم يكذبونك فيما أتيت به، ويزيفونه فنصدقهم ونكذبك؟ فلم يعرف جواباً لذلك.
أقول: الجواب عليه من وجوه:
(الأول) عدم الاعتماد على هذا النقل.
(الثاني) أن ما حكاه عن الشيخ في جواب الصورة المفروضة من أنه قال "أصدق الألف" لا يتصور أن يكون جواباً صحيحاً عموماً، بل إذا كان الألف ذوي صدق ودين وأمانة ممن لا يخافون في الحق لومة لائم، وأما من ليس بذي صدق أو دين أو أمانة أو يخاف الناس كخشية الله فليكن الجواب على عكس ما حكى الشيخ وحين حكى الجواب عموماً، فهذا أدل دليل على كذب هذه الحكاية.
(الثالث) أن هذا المثل ليس في محله، فإن ما عليه الشيخ ليس خبر رجل صادق ذي دين وأمانة، بل هو قول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، فلا اعتداد بقول من خالفه وإن كانوا ألوفاً، إذ الشيخ لم يدع إلى رأيه أو إلى رأي أحد من الصحابة أو التابعين، أو تبع التابعين، أو رأي غيرهم من العلماء، إنما دعا إلى إخلاص التوحيد الذي هو منطوق صريح لغير واحدة من الآيات١.
(الرابع) أن قول السائل "إن جميع المسلمين من العلماء الأحياء والأموات في كتبهم يكذبونك فيما أتيت به ويزيفونه" كذب صريح، هذا شيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم وابن كثير وابن عبد الهادي وغيرهم من أهل التوحيد ممن قبل الشيخ يصدقون الشيخ فيما أتى به، بل لو ادعى أن جميع المسلمين من العلماء الأحياء والأموات