للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَاسْتَدَلَّ لِلأَوَّلِ الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ وَالصَّحِيحُ عَنْهُمْ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فِي التَّشَهُّدِ. "فَإِنَّكُمْ إذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ: فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ١.

وَعَلَى هَذَا الأَصَحُّ: أَنَّ أَفْرَادَهُ آحَادٌ فِي الإِثْبَاتِ وَغَيْرِهِ. وَعَلَيْهِ أَئِمَّةُ التَّفْسِيرِ فِي اسْتِعْمَالِ الْقُرْآنِ نَحْوَ قَوْله تَعَالَى: {وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ٢ أَيْ كُلَّ مُحْسِنٍ وقَوْله تَعَالَى: {فَلا تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ} ٣ أَيْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَيُؤَيِّدُهُ صِحَّةُ اسْتِثْنَاءِ الْوَاحِدِ مِنْهُ، نَحْوَ جَاءَ الرِّجَالُ إلاَّ زَيْدًا٤.

وَقِيلَ: إنَّ أَفْرَادَهُ جُمُوعٌ، وَكَوْنُهُ فِي الآيَاتِ آحَادٌ بِدَلالَةِ الْقَرِينَةِ٥.

"وَ" مِنْ صِيَغِ الْعُمُومِ أَيْضًا "اسْمُ جِنْسٍ مُعَرَّفٍ تَعْرِيفَ جِنْسٍ" وَهُوَ مَا لا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ٦كَالنَّاسِ وَالْحَيَوَانِ وَالْمَاءِ وَالتُّرَابِ وَنَحْوِهَا٧، حَمْلاً لِلتَّعْرِيفِ عَلَى فَائِدَةٍ لَمْ تَكُنْ، وَهُوَ تَعْرِيفُ جَمِيعِ الْجِنْسِ؛ لأَنَّ الظَّاهِرَ كَالْجَمْعِ، وَالاسْتِثْنَاءُ مِنْهُ نَحْوَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} ٨


١ انظر: صحيح البخاري ١/١٥٠، صحيح مسلم ١/٣٠٢، مسند أحمد ١/٣٨٢.
وسبق تخريج هذا الحديث بنصه الكامل تفصيلاً في "المجلد الثاني ص٤٤٢".
٢ الآية ١٣٤ من آل عمران.
٣ الآية ٨ من القلم.
٤ انظر تفصيل الأدلة في "جمع الجوامع والمحلي عليه ١/٤١١، المعتمد ١/٢٤٠".
٥ انظر: المحلي على جمع الجوامع ١/٤١١ وما بعدها.
٦ انظر: نهاية السول ٢/٧٩، المعتمد ١/٢٠٧، الإحكام للآمدي ٢/١٩٧، المحصول ج١ ق٢/٥١٨، شرح تنقيح الفصول ص١٨٠، كشف الأسرار ٢/١٤، التلويح على التوضيح ١/٢٤٢، فواتح الرحموت ١/٢٦٠، أصول السرخسي ١/١٥٤، ١٦٠، مختصر ابن الحاجب والعضد عليه ٢/١٠٢، الروضة ٢/٢٢١، مختصر البعلي ص١٠٧، مختصر الطوفي ص٩٨، اللمع ص١٥، العدة ٢/٤٨٤، ٥١٩ وما بعدها.
٧ في ض: ونحوهما.
٨ الآيتان ٢، ٣ من العصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>