للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المناصرة بينهما فلا توارث بين ذِمِّيّ وحربي١ في أظهر القولين لإمامنا الشافعي؛ لعدم المناصرة.

والقول الثاني: يتوارثان؛ لشمول الكفر. والمعتمد الأول٢.

ويتوارث الذِميان، والحربيَّان، وإن اختلفت دارهُما، كالرُّومِيِّ، والهِنْدِيِّ كما جزما به في الشرح/ [٧٤/١٤ب] ٣، والروضة٤، وهو المعتمد.


=وذهب الحنفية إلى أن غير المسلمين لا يتوارث بعضهم من بعض، إلا إذا اتحدت الدار، فلا يكفي اتحاد الدير، بل لابد من اتحاد الدار؛ فالذمي الذي مات في دار الإسلام، وورثته ذميون في دار الإسلام يرثونه، أما إذا كان ورثته مقيمون في دار الحرب فلا يرثونه، وذلك لأن مبنى الإرث على المناصرة، والموالاة، وإذا اختلفت الدار اختلت المناصرة والموالاة.
وذهب المالكية والحنابلة والشافعية- في قول- إلى توريث الكفار بعضهم من بعض سواء اتحدت الدار، أم اختلفت، فيرث الذمي من العربي، ومن المستأمن، ومن المعاهد، كما يرث كل واحد منهم من الذمي، ويرث كل واحد منهم الآخر. (الإيجار في الفرائض خ٢،: الحاوي الكبير١٠/٢٣٤، الوجيز ١/٢٦٦، وحلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء ٦/٢٦٣، وشرح السنة ٨/٣٦٤، والعزيز شرح الوجيز ٦/٥٠٦، وروضة الطالبين ٦/٢٩، وشرح الجعبرية خ٣٠، وشرح السراجية ٥١، ورد المحتار ٦/٧٦٧، وبداية المجتهد ونهاية المقتصد ٢/٤٣٢، والمغني ٩/١٥٧، والإفصاح عن معاني الصحاح ٢/٩١) .
١ الذمي هو الذي بينه وبين الإمام عهد وهدنة. منسوب إلى الذمة، وهي العهد والأمان. (أنيس الفقهاء ١٨٢، والنظم المستعذب ٢/٢٩٦، وتحرير ألفاظ التنبيه ٣١٨) .
والحربي هو الذي يحارب المسلمين، ويقاتلهم، منسوب إلى دار الحرب، وهى بلاد الكفر الذي لا صلح لهم مع المسلمين. (المنظم المستعذب ١/١٥٧، والمصباح المنير في غريب الشرح الكبير ١٢٧) .
٢ وهو المذهب لدى الشافعية. (الحاوي الكبير ١٠/٢٣٤، والعزيز شرح الوجيز ٦/٥٠٦، وروضة الطالبين ٦/٢٩) .
٣ أي العزيز شرح الوجيز ٦/٥٠٧.
٤ روضة الطالبين ٦/٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>