للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا سيدي يا صفي الدين يا سندي … يا عمدتي بل ويا ذخري ومفتخري

أنت الملاذ لما أخشى ضرورته … وأنت لي ملجأ من حادث الدهر

امدد بمواد اللطف منك وكن … لي الكفيل بكشف الضر ونيل الظفر

وامنن علي بتوفيق وعافية … وخير خاتمة مهما انقضى عمري

وكف عنا أكف الظالمين إذا … امتدت بسوء وأمر مؤلم نكر

فإني عبدك الراجي لودك ما … آمله يا صفي السادة الغرر

وقد مددت يد الرجوي على ثقة … مني لنيل الذي أملت من وطري

فلا ندري: أي معنى اختص به الخالق بعد هذه المنزلة من كيفية مطلب أو تحصيل مأرب؟ وماذا أبقى هذا المشرك الخبيث لخالقه من الأمر؟ " (١).

وبعد: فهذه الصور التي نقلناها غيض من فيض، ذكرناها ليطلع القارئ على مدى ما وصل إليه انتشار الأدعية الشركية والبدعية في العالم الإسلامي، ثم ليكون شاهدًا واضحًا على ما كررناه في الرسالة من اعتقاد بعض المسلمين لمن يدعونهم من دون الله تعالى - صفات الربوبية والألوهية - من التصرف المطلق والعلم بالغيب والسمع البصر المحيطين واستحقاق الدعاء والرجاء والخوف .. إلخ.

ثم ليتضح أن ما يدعيه المجادلون عن هؤلاء الداعين للأموات أنهم لا يريدون إلا التوسل والمجاز العقلي والشفاعة … باطل لا أساس له من الصحة، ففي الصور التي نقلناها رَدٌّ على هذا الادعاء، ففيها التصريح بأن المدعو من دون الله تعالى هو المقصود بالدعاء والرغبة واللجأ، وأنه لا ملجأ إلا إليه ولا باب إلا بابه، إلى غير ذلك مما يدفع في وجه من يريد تأويله وتخريجه على محمل لم يرده قائله ولم يدر بخلده ولم يخطر بباله ولم يضمره عند التكلم به.


(١) معارج الألباب ص: ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>