للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما المساجد فيخربونها فتارة لا يصلون جمعة ولا جماعة بناء على ما أصلوه من شعب النفاق وهو أن الصلاة لا تصح إلا خلف معصوم (١).

فقد تبين بهذا مدى تسبب علماء السوء في انتشار الشرك في الدعاء وغيره.

وأما أئمة الضلالة فقد نشروا بين المسلمين عبادة القبور ودعاءها.

وقد خاف رسول الله على أمته الأئمة المضلين فقال محذرًا من منهم: "وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين" (٢).

وقد وقع ما خاف منه الرسول ، فقد تسلط على المسلمين في بعض فترات تاريخهم الطويل بعض أئمة الضلالة من الرافضة والباطنية والزنادقة.

وذلك بسبب (٣) بعد المسلمين عن الاعتصام بالكتاب والسنة، فنشروا العقائد الضالة والأفكار المنحرفة بكل الوسائل الممكنة لهم.

فمن أئمة الضلالة من استطاع - بعد سيطرته وتمكنه في الأرض - أن يدعي الألوهية كالحاكم بأمر الله الباطني العبيدي "وقد أمر أهل مصر إذا قاموا عند ذكره أن يخروا سجدًا له حتى إنه ليسجد بسجودهم من في الأسواق من الرعاع وغيرهم ممن كان لا يصلي الجمعة، وكانوا يتركون السجود الله في يوم الجمعة وغيرها ويسجدون للحاكم" (٤).


(١) الفتاوى: ٤/ ٥١٧، ٢٧/ ١٦٨، والرد على البكري: ٣٠٦، والعقود الدرية: ٢٥٥، والرد على الأخنائي: ٣٢/ ومنهاج السنة: ١/ ٤٧٤، ٤٧٨ و ٧/ ٢١١.
(٢) أخرجه أبو داود: ٤/ ٤٥١ رقم ٤٢٥٢، وأحمد: ١٨/ ٢٧٨، ٢٨٤، والحاكم: ٤/ ٤٤٩، وصححه ووافقه الذهبي وصححه أيضًا الألباني في الصحيحة: ٤/ ١٠٩ رقم ١٥٨٢ كلهم من حديث ثوبان وأصله في صحيح مسلم رقم ٢٨٨٩.
(٣) انظر ما ذكره ابن القيم من أن سبب استيلاء القرامطة والعبيديين على المسلمين اشتغالهم بالفلسفة وعلوم أهل الإلحاد: إغاثة اللهفان: ٢/ ١٩٧ - ١٩٨.
(٤) البداية والنهاية: ١٢/ ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>