للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يرجع إلى الإسلام ولا ترتفع أكثر هذه المفاسد إلا بتجديد الإسلام والنطق بالشهادتين" (١).

فالأمر أخطر مما يظنه بعض من يتساهل في هذا الباب ويحاول تبريره بأوهى الشبهات التي هي أضعف من خيط العنكبوت.

٨ - إن سؤال الناس في الأصل محرم، لأن فيه أنواع الظلم الثلاثة، الظلم في حق الله بالشرك والظلم للمسؤول بإيذائه له، وظلم الإنسان لنفسه بتعبيدها لغير الله وقد أبيح من ذلك من سؤال الحي ما دل الشرع على إباحته (٢).

فإذا كان أصل السؤال محرمًا فكيف بسؤال الميت والغائب سؤال تضرع ومسكنة وذلة وافتقار ومحبة؟ فهو يشتمل على أعلى أنواع الظلم الثلاثة من ظلم لحق الله تعالى وصرف خصيصة من خصائص الألوهية إلى من لا يملك لنفسه نفعًا فضلًا عن داعيه ثم من ظلم لحقوق الغير الذي هو المسؤول بإيذائه حيث يتأذى من عبادته ويكره ذلك. فالصالحون لا يحبون أن يعبدوا من دون الله، ثم من ظلم نفسه حيث أذلها وعَبَّدها لغير باريها وفاطرها وعلقها بفقير بالذات عاجز بالذات.

٩ - إن ترك (٣) السؤال للمخلوق اعتياضًا بسؤال الخالق أفضل من الحاجة والفقر، قال تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ [الانشراح: ٧ - ٨].

وقال يعقوب ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦].


(١) الفروق: ٤/ ٢٦٥.
(٢) الرد على البكري: ١٠٣ و ٣٠٧ - ٣٠٨ وقاعدة جليلة: ٤١ - ٤٢، ٣٤، ومدارج السالكين: ٢/ ٢٣٢ - ٢٣٣.
(٣) انظر الرد على البكري: ٩٨ - ٩٩، وقاعدة في التوسل: ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>