للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع وضوح هذا الأمر سوّل الشيطان للبعض أن يصرف هذه العبادة العظيمة لغير الله تعالى وسماها لهم بأسماء غير حقيقية: سماها لهم باسم التوسل تارة وباسم الشفاعة تارة وباسم محبة الصالحين تارة أخرى وباسم التبرك تارة أخرى.

فانتشر الشرك في الدعاء بهذه الأسماء الموهمة حتى صار معروفاً شب عليه الصغير وشاب عليه الكبير، وصار من ينكره يتهم بالخروج عن إجماع المسلمين تارة، وبكراهية وبغض الأولياء وتنقصهم تارة أخرى، وبتفريق وحدة المسلمين تارة أخرى، وبالتطرف والتشدد وضيق الأفق والجمود الفكري وتتبع الشواذ وإثارة الخلاف في المسائل الفرعية تارة أخرى.

وبنصب هذه التهم وقف بعض الناس في وجه الدعاة إلى الإخلاص وتجريد الدعاء لله وحده، كما وقفوا في وجههم بتلفيق الشبهات، وإيراد الحكايات والمنامات محاولين بذلك تسويغ الدعاء غير المشروع بل استحبابه فسوّغوا الاستغاثة والاستمداد من غير الله تعالى وزعموا للمدعوين من دون الله التصرف في الكون وسماعهم لنداء المستغيثين وصراخ المكروبين وعلمهم بحوائج الداعين ونياتهم وأنواع طلباتهم ففتحوا بذلك باباً عظيماً من الشرك لا يزال يقتحم فيه كثير من المسلمين إلى اليوم، فوجب على من يعرف ذلك منهم نصحهم وبيان الحق في ذلك كل حسب استطاعته وقدرته، فمن هنا رأيت أن يكون موضوع رسالتي في مرحلة الماجستير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية في هذا الموضوع مع قلة بضاعتي وكساد معلوماتي لعلّي أستفيد وينفع الله بهذا العمل من يشاء من عباده، وهو المسؤول وحده أن يجعله خالصاً لوجهه نافعاً مفيداً وهو ولي التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان.

<<  <  ج: ص:  >  >>