للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - محبة المدعو، فإن النفس مولعة بحب من يحسن إليها ولا إحسان أفضل من إجابة ملهوف وإغاثة مكروب، وإعانة مضطر.

٨ - التواضع، وإظهار الافتقار والعجز، والتبري من الحول والقوة.

٩ - ما يتبع هذه الأمور من البكاء ورفع الأيدي إلى السماء.

فهذه الأنواع من العبادات من أعظم أعمال القلوب، كما إن النداء وذكر المدعو واللهج باسمه من أعظم أعمال اللسان والذكر، كما إن الخشوع والتضرع ورفع الأيدي إلى السماء من أعظم أعمال الجوارح، فالإخلاص في هذه الأنواع من العبادات يعد من الإخلاص في أهم أعمال القلوب التي يتقرب بها إلى الله تعالى والتي هي أفضل من الأعمال البدنية، والأعمال المالية من حيث الجملة، والإشراك في هذه الأعمال يعد من الإشراك في أهم الأعمال القلبية التي هي أفضل أنواع العبادات والقربات، كما إن فيه إشراكًا في أنواع مهمة من الأعمال البدنية، فحصل بهذا أن الشرك في الدعاء شرك في العبادة والقصد والطلب، ومن هنا جاءت عناية القرآن الكريم بالتحذير من الشرك في الدعاء وهذا هو الوجه التالي.

٧ - ومما يدل على أهمية الدعاء ومنزلته عناية القرآن الكريم بموضوع الشرك في الدعاء، وذلك لأن الضد يظهر به حسن ضده كما قيل:

والشيء يظهر حسنه الضد (١).

وقيل أيضًا: وبضدها تتبين الأشياء (٢).

فضد دعاء الله تعالى هو دعاء غيره تعالى، وقد اعتنى القرآن الكريم


(١) بيت لدوقلة المنبجي:
وأوله: ضدان لما استجمعا حسنا. .
انظر وهامش تفسير الفاتحة ص: ٤٩.
(٢) هذا شطر بيت للمتنبي أوله:
ونذيمهم وبهم عرفنا فضله ..
انظر ديوان المتنبي مع شرح البرقوقي: ١/ ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>