للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمكن أن يقال: إنما ذكر دعاء الثناء مفردًا عن دعاء التعبد لأن الثناء على المدعو يدل على الطلب والمسألة أكثر من دلالة أنواع العبادات الأخرى، لأن الداعي ربما يتعرض لحوائجه بالمدح والثناء لمن يريد منه النوال والعطاء، فالعبادات الأخرى وإن كانت تستلزم الطلب والسؤال إلا أن دلالتها أقل من دلالة الثناء على الطلب. وتقدم (١) ما يزيد هذا وضوحًا في كلام سفيان بن عيينة .

جـ - الاتجاه الثالث: أن الدعاء على نوعين:

١ - النوع الأول: دعاء عبادة.

٢ - النوع الثاني: دعاء عادة.

فأول من وقفت على كلامه في ذلك هو الشيخ محمد رشيد رضا (٢)، ثم الشيخ أبو السمح محمد عبد الظاهر (٣) رحمهما الله تعالى.

قال الشيخ محمد رشيد: "إن الدعاء قسمان: دعاء العبادة، ودعاء العادة، فالثاني ما يطلبه الناس بعضهم من بعض مما يقدرون عليه بالأسباب التي سخرها الله لهم، ودعاء العبادة: هو طلب ما وراء الأسباب مما لا يقدر عليه إلا رب العباد" (٤) وذكر نحوه الشيخ أبو السمح (٥).

ويلاحظ على هذا التقسيم أنه غير شامل إذ لا يشمل دعاء التعبد والثناء فدعاء العبادة على هذا التفسير راجع إلى دعاء المسألة إلَّا أنه خاص


(١) ص: ٧٥.
(٢) هو محمد رشيد بن علي رضا بن محمد القلموني البغدادي الأصل الحسيني، مفسر أديب سياسي، له جهود في خدمة الإسلام ونشر العقيدة الصحيحة لاسيما ما يتعلق بتوحيد الألوهية، وقد أصدر مجلة المنار في مصر، (ت ١٣٥٤ هـ)، انظر معجم المؤلفين: ٩/ ٢١٠.
(٣) هو خطيب وإمام الحرم المكي، ومدير دار الحديث المكية، (ت ١٣٩٣ هـ).
(٤) تعليق الشيخ محمد رشيد على صيانة الإنسان ص: ٣٧٤.
(٥) انظر حياة القلوب بدعاء علام الغيوب ص: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>