للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والوعر سهلاً. وتظهر كرامة الرّبّ. الرّبّ يقول ذلك١. وذلك كله إشارة إلى ما مهد الله برسله محمّد عليه السلام والصلاة. / (٢/١٠٩/أ) .

- البشرى الخامسة والعشرون:

قال أشعيا: "يا آل إبراهيم خليلي الذي قويته ودعوته من أقاصي الأرض. لا تخف ولا ترهب فأنا معك. ويدي العزيز مهدت لك. جعلتك مثل الجرجر٢ الحديد تدق ما يأتي عليه دقاً. وتسحقه سحقاً حتى تجعل هشيماً. تلوي به هوج الريح. وأنت تبتهج وترتاح وتكون محمداً"٣. ألا ترى هذا النبي الكريم الذكر العظيم القدر لا يكاد يخلي كلامه من التبرك باسم سيد المرسلين حتى كان ذلك عليه ضربة لازب وحتم واجب٤.


١ أشعيا ٤٠/٣-٥ بألفاظ متقاربة. قال عليّ بن ربّن الطبري معلقاً على البشارة. - "فهل تعرفون أمة دعاها الله من البدو القفار. وسهل لها الوعورة. وأخصب الجناب. وأمرع الجدوب، وأترع لعطاشهم الأودية إتراعاً. وأذلّ لها الجبارة والملوك الذين شبههم بالروابي والجبال إلاّ هذه الأمة التي صارت دجلة بين أيديهم كالشرك الذلل". اهـ.
(ر: الدين والدولة ص ١٥٣، ١٥٤، وردت البشارة أيضاً في أعلام النبوة ص ٢٠٢) .
٢ الجَرْجَر: ما يداس به الحبّ المحصود المجموع والفول ويكسر. ر: القاموس ص ٤٦٤.
٣ أشعيا ٤١/٨-١٦. وقد ورد في عبارة طويلة أنقل منها هذه العبارات: "وأما أنت يا إسرائيل عبدي يا يعقوب الذي اخترته نسل إبراهيم خليلي الذي أمسكته من أطراف الأرض ومن أقطارها دعوته وقلت لك: أنت عبدي اخترتك ولم أرفضك لا تخف لأني معك ... تدرس الجبال وتسحقها وتجعل الأكمام كالعُصَافة تذريها فالريح تحملها والعاصف تبددها. وأنت تبتهج بالرّبّ. بقدوس إسرائيل تفتخر".
ويلاحظ الفرق بين النّصّ الموجود حالياً في نسخ الكتاب المقدس، وبين نصّ المؤلِّف الذي نقله مختصراً من ابن ربن في الدين والدولة ص ١٥٥، ١٥٦، وإنّ الاختلاف بين النّصّين يرجع إلى تحريف اليهود والنصارى لكتبهم محاولة منهم لطمس البشارات بالنبي صلى الله عليه وسلم وتحريفها. لأن تكون في بني إسرائيل وبأنها وعد من الله لهم بالتمكين في الأرض والانتصار على الأعداء. وذلك من إفكهم وكفرهم.
٤ قال ابن ربن في تعليقه على البشارة: "وإن شغب شاغب فأكثر ما يمكنه أن يقول: إن تفسير اللفظة السريانية هو أن يكون محموداً وليس بمحمّد. ومن عرف اللغة وفهم نحوها لم يخالفنا في أن معنى محمود ومحمّد شيء واحد".

<<  <  ج: ص:  >  >>