للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أعطيه لا أعطيه غيره. أحمد يحمد الله حمداً حديثاً. يأتي من أفضل الأرض، فتفرح به البرية وسكانها، ويوحدون الله على كلّ شرف. ويعظمونه على كلّ رابية. لا يضعف ولا يغلب. ولا يميل إلى الهوى ولا يذل الصالحين الذين هم كالقصب الضعيف بل يُقوي الصديقين المتواضعين. وهو نور الله الذي لا يطفئ. أثر سلطانه على كتفه"١.

فهذا أشعيا نبي الله قد أعلن باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أعلنت به الأنبياء. وهذا الكلام من أشعيا إبانة واضحة لمن كان مطلبه الحقّ والهدى ولم يمل به التعصب والهوى إلى الاعتداء.


١ أشعيا ٤٢/١-٩. ولم يذكر فيه التصريح باسم محمّد صلى الله عليه وسلم. وقد وردت البشارة بنصّ المؤلّف في الجواب الصّحيح ٣/٢٨١، هداية الحيارى ص ١٥٣، ١٦٢، الأجوبة الفاخرة ص ١٧٤، ١٧٥، الإعلام ص ٢٧٣، ومقامع هامات ص ٢٢٥، تحفة الأريب ص ٢٧٩، ٢٨٠.
وهذه البشارة مطابقة تماماً لما أخرجه البخاري في كتابه البيوع. (ر: فتح الباري ٤/٣٤٣) . والإمام أحمد ٢/١٧٤، كلاهما من طريق عطاء بن يسار. قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنهما -: قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة. قال: أجل. والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن. يا أيّها النبيّ إنا أرسلنا شاهداً ومبشراً ونذيراً. وحرزاً للأميين. أنت عبدي ورسولي. وسميتك المتوكل. ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق. ولا يدفع بالسيئة السيئة. ولكن يعفو ويغفر. ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله الله ويفتح بها أعينا عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً". قال الإمام ابن تيمية: ولفظ التوراة (في الحديث) يراد به جنس الكتب التي يقر بها أهل الكتاب. فيدخل في ذلك الزبور. ونبوة أشعيا وسائر النبوات غير الإنجيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>