للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما مشيه على الماء فليس فيه مستروح في دعوى ربوبيته فغايته أن التحق في / (١/٢٠/أ) ذلك بموسى وإلياس واليسع صلوات الله عليهم.

والتوراة: "تنطق أن موسى ضرب البحر فانفرق طرقاً وفرقاً، فكان كلّ فِرْقٍ لفريق من بني إسرائيل، حتى عبره ستمائة ألف رجل من بني إسرائيل سوى النساء والصبيان وبهيم الحيوان"١. وهذا أعجب من مشي عيسى وصاحبه على الماء إذ السفن تساويهما في ذلك، فلو كان عيسى ربّاً بذلك لكان موسى أولى، لما ظهر من عظيم فعله وجسيم نبله.

وقد جاء في سفر الملوك٢ من كتبهم:"إن إلياس٣ عليه السلام انتهى إلى الأردن ومعه صاحبه اليسع فنزع إلياس عمامته وضرب بها الأردن فيبس له الماء وناول عماته اليسع٤ صاحبه فلما رجع الآخر ضرب بها الماء فيبس أيضاً حتى


١ سفر التكوين الإصحاح الرابع عشر والخامس عشر.
٢ سفر الملوك: من أسفار العهد القديم، والتي تسمى بالأسفار لاتاريخية، ويتكون من سفرين هما: سفر الملوك الأوّل وعدد إصحاحاته ٢٢، وسفر الملوك الثاني وعدد إصحاحاته ٢٥ إصحاحاً، والمقصود بالملوك هم الذين تولوا حكم بني إسرائيل عن الملك بعد عهد القضاة.
وموضوع سفر الملوك هو: الحديث عن ملك سليمان عليه السلام وبنائه الهيكل، ثم انقسام مملكته بعد وفاته إلى مملكتين شمالية وجنوبية، وحروب المملكتين فيما بينهما، وينتهي سفر الملوك المملكتين وحريق الهيكل سنة ٥٨٧ ق. م. وسبي اليهود إلى بابل.
ومما ننكره على اليهود والنصارى - ونستغربه - هو تقديسهم لهذين السفرين مع تصريحهم بأنه لا يعرف مؤلّفها، وبأنه مجهول يروي قصصاً قديمة سابقة على عصره. ر: مقدمة الكتاب المقدس طبعة ١٩٧١م، قاموس ص ٩٢٠، رسالة في اللاهوت ص ٢٧٥، ٢٧٦، سبينوزا.
٣ إلياس عليه السلام، ورد ذكره في القرآن الكريم بموضعين: [سورة الأنعام الآية: ٨٥، وسورة الصافات الآية: ١٢٣-١٣٢] . ر: سيرته ي تاريخ الطبري ١/٣٢٥، قصص الأنبياء لابن كثير، ص ٤٠٠، النبوة والأنبياء للصابوني ص ٣١٨.
أما مصادر أهل الكتاب فتذكر عنه بأنه إليا التشبي، وإيليا: اسم عبري معناه: الاهي يهوه والصيغة اليونانية لهذا الاسم هي: إلياس وتستعمل أحياناً في العربية، وقد عاش في المملكة الشمالية حيث حارب إيزابل زوجة الملك أخاب التي ساقت زوجها وبني إسرائيل إلى عبادة العجل، وقد أيده الله بمعجزات كثيرة وفي نهاية أيامه ذهب إلى نهر الأردن مع تلميذه اليسع، ثم جاءت مركبة وفرسان نارية حملت إيليا إلى السماء. ر: سيرته في سفر الملوك الأوّل والثاني، وقاموس ص ١٤٤-١٤٥.
٤ اليسع عليه السلام، ورد ذكره في موضعين في القرآن الكريم: [سورة الأنعام، الآية: ٨٦] ، و [سورة ص، الآية: ٤٨] . ر: سيرته في تاريخ الطبري ١/٣٢٧، وقصص الأنبياء، ص ٤٠٨، والنبوة للصابوني ص ٣٢١. ويذكر عنه قاموس ص ١١١ ما ملخصه: "أن اسمه عبراني معناه: الله خلاص وهو خليفة إيليا في النبوة"، ويسجل سفر الملوك الثاني معجزات كثير قام بها لايشع حتى بعد موته.

<<  <  ج: ص:  >  >>