للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشاعر لله دره:

لا ترقم النجم في أمر تحاوله ... وانهض بعزم وجد أيها الرجل

مع السعادة ما للنجم من أثر ... فلا يضرك مريخ ولا زحل

واعزم متى شئت فالأوقات واحدة ... فالله يفعل لا جدي ولا حمل١

عن الربيع بن سبرة الجهني٢ قال: "لما غزا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، وأراد الخروج إلى الشام خرجت معه، فلما أراد أن يدلج نظرت إلى السماء فإذا القمر في الدبران،٣ فأردت أن أذكر لعمر، فعرفت أنه يكره ذكر النجوم، فقلت له: يا أبا حفص، انظر إلى القمر، ما أحسن استواءه الليلة، فنظر فإذا هو في الدبران، فقال: قد عرفت٤ ما تريد يا ابن سبرة، تقول: إن القمر في الدبران، والله ما نخرج لا بشمس ولا بقمر إلا بالله الواحد القهار"٥.


١ انظر: الأبيات الماضية.
٢ هو: الربيع بن سبرة بن معبد الجهني المدني, تابعي ثقة, روى عن أبيه, وله صحبة, وعمر بن عبد العزيز وعمرو بن مرة الجهني, وروى عنه عبد الملك وعبد العزيز ابنا الربيع بن سبرة. انظر ترجمته في:"تهذيب التهذيب": (٣/٢٤٤) ,"الجرح والتعديل": (٣/ ٤٦٢) .
٣ الدبران: بفتح الدال والباء- سمي بذلك لاستدباره الثريا وهو نجم أحمر صغير منير, ويطلقون عليه- أيضا- المجدح- بكسر أو ضم الميم وسكون الجيم وفتح الدال. انظر:"فتح الباري": (٢ / ٥٢٤) , كتاب الاستسقاء.
٤ في"ر": (ما عرفت) , وهو خطأ من الناسخ, ويخالف النسخ الأخرى.
٥ انظر:"تهذيب تاريخ ابن عساكر": (٥ / ٣٠٥) , وفي"أصل تاريخ ابن عساكر"المخطوط: (٦ / ٢١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>