للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر في (ص ٢٠٢) من المعان أن المراد بهم الكفار لأنهم لا يعتقدون صحته ولذلك قال: {يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِم} ١.

وأن من المعاني أن المراد بالإنذار جميع الخلائق فيدخل فيه كل مؤمن معترف بالحشر، وكل كافر منكر له; لأن الكل يخاف سواء اعتقد وجوده أو شك فيه، ولأن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الخلق.

وبين في نفس الصفحة أن معنى قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيع} ٢ أي: ما لم يؤذن بالشفاعة فإذا أذن كان للمؤمنين ولي وشفيع، وأن هذا مذهب أهل السنة والجماعة الذين يعتقدون أن الشفاعة تنفع العصاة من أهل التوحيد.

وتحت قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْض} ٣ الآية. بين رحمه الله في (ص ٢٠٥ - ٢٠٦) أنواع الشفاعة المنفية والمثبتة واستدل عليها. وبين رحمه الله في (ص ٢٠٩) أن المقام المحمود هو الشفاعة واستدل عليه.

وفي باب قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} ٤.

بين الشارح في (ص ٢١٣ - ٢١٤) أن الهداية والإضلال بيد الله سبحانه واستدل على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت داعيًا ومبلغًا وليس إلي من الهدى شيء، وخلق إبليس مزينا وليس إليه من الضلالة شيء " ثم عرض الأدلة من القرآن تصديقا لذلك، وتوصل إلى أن من فهم معنى قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ٥ تبين له بطلان قول المشركين وفساد شركهم.


(١) سورة الأنعام، الآية: ٥١.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ٥١.
(٣) سورة سبأ، الآية: ٢٢.
(٤) سورة القصص، الآية: ٥٦.
(٥) سورة القصص، الآية: ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>