للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَصْحَابُهُ مَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَتَأْذَنُ (١) لِي فِي أَنْ أَتَقَدَّمَ إِلَيْكَ عَلَى طِيبَةِ نَفْسٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ". فَاقْتَرَبَ مُعَاذٌ إِلَيْهِ، فَسَارَا جَمِيعًا، فَقَالَ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ يَوْمَنَا قَبْلَ يَوْمِكَ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ شَيْءٌ - وَلَا نَرَى شَيْئًا إِنْ شَاءَ اللهُ - فَأَيُّ الْأَعْمَالِ نَعْمَلَهَا بَعْدَكَ؟ فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ : "نِعْمَ الشَّيْءُ الْجِهَادُ، وَالَّذِي بِالنَّاسِ أَمْلَكُ مِنْ ذَلِكَ". فَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ؟ قَالَ: "نِعْمَ الشَّيْءُ الصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ". فَذَكَرَ مُعَاذٌ كُلَّ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ ابْنُ آدَمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : "وَعَادِ بِالنَّاسِ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ". قَالَ: فَمَاذَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي عَادِ بِالنَّاسِ [خَيْرٌ] (٢) مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ إِلَى فِيهِ، قَالَ: "الصَّمْتُ، إِلَّا مِنْ خَيْرٍ". قَالَ: وَهَلْ نُؤَاخَذُ بِمَا تَكَلَّمَتْ بِهِ أَلْسِنَتُنَا؟ قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ فَخِذَ مُعَاذٍ، ثُمَّ قَالَ: "يَا مُعَاذُ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ - أَوْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ - وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلَّا مَا نَطَقَتْ بِهِ أَلْسِنَتُهُمْ؟ فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ عَنْ شَرٍّ، قُولُوا خَيْرًا تَغْنَمُوا، وَاسْكُتُوا (٣) عَنْ شَرٍّ تَسْلَمُوا" (٤).


(١) في (ز) والتلخيص: "إئذن"، وفي (ك): "أذن"، والمثبت من (م).
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها والتلخيص، والمثبت من العبارة التي قبلها.
(٣) في (ك): "أو اسكتوا".
(٤) إتحاف المهرة (٦/ ٤٤٤ - ٦٧٨٤)، وأبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني أخرج له =

<<  <  ج: ص:  >  >>