ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ: "مَا أَخْرَجَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ ". فَقَالَ: أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا. ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَزَادَ فِيهِ: فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ وَرَدَّهَا، فَقَالَ: "أَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَأَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ" (١).
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَيْسَانَ:
٧٣٩٨ - فأخبرناه أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَاتِمٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا أَبُو مُجَاهِدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ كَيْسَانَ، ثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ ﵄ قَالَ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ ﵁ بِالْهَاجِرَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَسَمِعَ بِذلِكَ عُمَرُ، فَخَرَجَ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ: مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا مَا أَجِدُ مِنْ حَاقِّ الْجُوعِ. فَقَالَ: وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَخْرَجَنِي غَيْرُهُ. فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْهِمَا النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: "مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ ". فَقَالَا: وَاللهِ مَا أَخْرَجَنَا إِلَّا مَا نَجِدُ مِنْ حَاقِّ الْجُوعِ فِي بُطُونِنَا. فَقَالَ: "وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَخْرَجَنِي غَيْرُهُ، فَقُومَا فَانْطَلِقَا حَتَّى نَأْتِيَ بَابَ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ". وَكَانَ يَدَّخِرُ لِلنَّبِيِّ ﷺ طَعَامًا كَانَ أَوْ لَبَنًا، فَأَبْطَأَ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَلَمْ يَأْتِ بِحِينِهِ، فَأَطْعَمَهُ أَهْلَهُ، وَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلِهِ يَعْمَلُ فِيهَا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَزَادَ فِيهِ: فَلَمَّا أَدْرَكَ الطَّعَامُ وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ﷺ وَأَصْحَابِهِ أَخَذَ مِنَ الْجَدْيِ فَجَعَلَهُ فِي رَغِيفٍ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَبْلِغْ بِهَذَا فَاطِمَةَ؛ فَإِنَّهَا لَمْ تُصِبْ مِثْلَ هَذَا مُنْذُ أَيَّامٍ". فَذَهَبَ بِهِ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى فَاطِمَةَ، فَلَمَّا أَكَلُوا وَشَبِعُوا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "خُبْزٌ وَلَحْمٌ وَتَمْرٌ
(١) إتحاف المهرة (٧/ ٦١٣ - ٨٥٩٦).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute