للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي لَمّا كنتم بهذه الحال، رؤساء الناس وأماثلهم، أخذ عليكم الميثاق، إذ على القادة يؤخذ، فيجيء هذا المعنى كالمعنى في قراءة حمزة (١).

وذهب ابن جنِّي في (لماَّ) في هذه الآية إلى أن أصلها (لمن ما) (٢)، وزيدت (مِن) (٣) في الواجب على مذهب الأخفش (٤)، ثم أدغمت كما يجب في مثل هذا، فجاء (لمما)، فثقل اجتماع ثلاث ميمات فحذفت الميم الأولى فبقي (لماَّ) ". اهـ (٥)

وقال السمين الحلبي: "وأمَّا قراءةُ سعيد (٦) والحسن (٧) ففيها أوجه، أحدها: أَنَّ (لَمَّا) هنا ظرفيةٌ بمعنى حين فتكونُ ظرفية، ثم القائلُ بظرفيتها اختلف تقديرُه في جوابها، فذهب الزمخشري إلى أن الجوابَ مقدرٌ من جنس جواب القسم فقال: " (لَمَّا) بالتشديد بمعنى


(١) حَمْزَةُ بنُ حَبِيب التَّيْمِيُّ الكُوْفِيُّ، الزَّيَّاتُ، أبو عُمَارَة، الإمامُ، القدوة، أحد القراء السبعة، وانعقد الإجماع على تلقي قراءته بالقبول، توفي سنة ١٥٦ وقيل ١٥٨ هـ. ينظر: ميزان الاعتدال، للذهبي (١: ٦٠٥)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (١: ٢٦١)، تهذيب التهذيب، لابن حجر (٣: ٢٧).
(٢) ينظر: المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (١: ١٦٤).
(٣) ينظر: معاني القرآن، للأخفش (١: ١٠٥).
(٤) سعيد بن مَسْعَدَةَ الْمُجَاشِعِي مولاهم، البَلْخِيُّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ، أبو الحسن، المعروف بالأَخْفَش الأوسط، إمام النحو، عالم باللغة والأدب، وهو أحذق أصحاب سيبويه، من تصانيفه: (معاني القرآن) و (القوافي)، توفي سنة ٢١٥ هـ. ينظر: أخبار النحويين البصريين، للسيرافي (ص: ٤٠)، تاريخ العلماء النحويين، للتنوخي (ص: ٨٥)، طبقات المفسرين، للداوودي (١: ١٩١).
(٥) المحرر الوجيز (١: ٤٦٥).
(٦) سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرِ بنِ هِشَامٍ الوَالِبِيُّ الأَسَدِيُّ مولاهم، الكوفيّ، أبو عبد الله، الإمامُ، الحافظُ، المُقْرِئُ، المفسّر، من فقهاء التابعين، قتله الحجاج سنة ٩٥ هـ. ينظر: مشاهير علماء الأمصار، لابن حبان (ص: ١٣٣)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (٤: ٣٢١)، غاية النهاية، لابن الجزري (١: ٣٠٥)، طبقات المفسرين، للداوودي (١: ١٨٨).
(٧) الحسن بن يَسَار البَصْريّ، أبو سعيد، إمام زمانه علماً وعملاً، كان من فقهاء التابعين وفصحائهم وزهادهم، توفي سنة ١١٠ هـ. ينظر: حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني (٢: ١٣١)، وفيات الأعيان، لابن خلكان (٢: ٦٩)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (٤: ٥٦٣)، غاية النهاية، لابن الجزري (١: ٢٣٥).

<<  <   >  >>