للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الارض متوكَّئا عليه. قال صعصعة: فذكر لى أبرهة أنه [كان] يومئذ من أجمل العرب واكرمه وابلغه فقال: " الحمد لله الواحد القهار، ذى الطَّول والجلال، العزيز الجبار، الحليم الغفار، الكبير المتعال، ذى العطاء والفَعال، والسَّخاء والنوال، والبهاء والجمال، والمنَّ والإفضال. مالك اليوم الذى لاينفع فيه بيع ولاخِلالٌ. أحمده على حسن البلاءِ، وتظاهر النعماء، وفى كل حالة من شدة او رخاء. أحمده على نعمه التُّؤام، وآلائه العِظام، حمدًا قد استنار، بالليل والنهار. ثم إنى اشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ كلمه النجاة في الحياة، وعند الوفاة، وفيها الخلاص، يوم القصاص. وأشهد أن محمداّ عبده ورسوله النبى المصطفى، وإمام الهدى، ش كثيرا. ثم قد كان مما قضى الله أن جمعنا واهل ديننا فى هذه الرُّقعة من الارض، والله يعلم أنى كنُت لذلك كارها، ولكنهم لم يبلعونا ريقنا، ولم يتركونا نرتاد لأنفسنا، وننظر لمعادنا حتى نزلوا بين اظهرنا، وفي حريمنا وبيضتنا. وقد علمنا أن في القوم احلاما وطغامًا، فلسنا نأمن طغامهم على ذرارينا ونسائنا. وقد كنا نحب ألا نقاتل أهل ديننا، فأخرجونا حتى صارت الأمور إلى أن قاتلتاهم كراهية فإنا لله وانا اليه راجعون، والحمد لله رب العالمين. أما والله الذى بعثَ محمدا بالرسالة لودِدت انىَّ مِتُّ منذ سنة؛ ولكن الله إذا أراد أمرا لم يستطع العباد ردَّه. فنستعين بالله العظيم؛ واستغفر الله لى ولكم ". ثم انكفأ (١) .

رجال الاسناد:

عمرو بن شمر (٢) .

جابر بن يزيد الجعفى (٣) .

صعصعة بن صوحان العبدى (٤) .

ابرهة بن الصباح الحبشى أو الحميرى. ذكره ابن حجر (٥) ضمن القسم الأول في الصحابة.


(١) المنقرى، وقعة صفين. ص٢٤١،٢٤٢. ...
(٢) سبقت ترجمته في ص ٤٩٨.
(٣) سبقت ترجمته في ص ٤٩١.
(٤) سبقت ترجمته في ص ٤٩٩.
(٥) ابن حجر، الاصابة. ج١ ص١٦،١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>