للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدو الله إبليس على أن يكون قد عُبد في أكنافها، واستولى بجميع أهلها، فكان الذى أطفأ الله به نيرانها، ونَزع به أوتادها وأوهى به قُوى إبليس، وآيسه مما كان قد طمع فيه من ظَفَره بهم - رسول الله محمد بن عبد الله، ش، فأظهره على الدَّين كله ولو كره المشركون. ثم كان مما قضى الله أن ضَمَّ بيننا وبين أهل ديننا بصفين، وإنَّا لَنعَلُم أن فيهم قومًا كانت لهم مع رسول الله ش سابقة ذات شأن وخطر، ولكنى ضربت الأمر ظهرا وبطناً فلم يسعنى أن يٌهدَر دَمُ عثمان صهر رسول الله ش نبينا، الذي جَّهز جيش العُسْر’، والحَقَ في مسجد رسول الله بيتاً وبنى سقاية، وبايع له نبى الله ش بيده اليمنى [على اليسرى] ، واختصَّه رسول الله بكر يمَتيْه: أم كلثوم ورقية، ابنتى رسول الله صلى الله عليه وآله. فإن كان أذنب ذنباً فقد أذنب من هو خير منه. وقد قال الله عز وجل لنبيه ش: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَاتَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) (١) . وقتل موسى نفساً ثم استغفر الله فغفر له، ولم يَعْرَ أحد من الذنوب. وأنا لنعلم أنه قد كانت لابن ابى طالب سابقة حسنة مع رسول الله، فإن لم يكن ماَلا على قتل عثمان فقد خذَله، وإنه لأخوه في دينه وابنُ عمَّه، وسِلْفه، وابن عَمَّته. ثم قد أقبلوا من عراقهم حتى نزلوا في شامِكم وبلادكم، وإنما عامتهم بين قاتل وخاذل. فاستعينوا بالله واصبروا، فلقد ابتليتم أيتها الأُمة والله. ولقد رأيتُ في منامي في ليلتى هذه لكأنا وأهل العراق اعتَورْنا مصحفاً نضربه بسيوفنا، ونحن في ذلك جميعاً ننادى: “ ويَحْكم الله". ومع أنا والله مانحن لنفارق العَرْصَة حتى نموت. فعليكم بتقوى الله، ولتكن النَّيَّات لله، فإنى سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله ش يقول" (إنما يُبْعَثُ المقتتلون على النيات) (٢)


(١) سورة الفتح، آية (٢) .
(٢) هذا الحديث أخرجه كلً من ابن حجر، والسيوطى.

... - لسان الميزان، ج ٤ ص ٣٦٧ (من جهة على بن الجعد، حدثنا عمرو بن شمر أنا جابر عن الشعبى عن صعصعة بن صوحان سمعت زامل بن عمرو الجذامى يحدث عن ذي الكلاع الحميرى سمعت عمر يقول سمعت رسول الله ش يقول ...) .
... - الجامع الصغير. الجزء الأول، الطبعة الأولى، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبى وأولاده - القاهرة، ١٣٧٣هـ - ١٩٥٤م. ص ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>