للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣. الإقلاب: وهو عند القراء: قلب النون الساكنة والتنوين ميما وجوبا مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب وذلك عند ملاقاتها لحرف واحد هو الباء (١) . فإذا وقع الباء بعد النون الساكنة (سواء أكان معها في كلمة أم في كلمتين) أو بعد التنوين (ولا يكون إلا من كلمتين) كما هو مقرر أو بعد نون التوكيد الخفيفة المتصلة بالفعل المضارع الشبيهة بالتنوين وجب قلب النون الساكنة والتنوين ونون التوكيد ميما خالصة لفظا لا خطا مخفاة مع إظهار الغنة (٢) نحو " أن بورك " و " وظلمات بعضها فوق بعض " و " لنسفعا بالناصية " وما أشبهه، ولا تشديد في هذا إنما هو بدل لا إدغام فيه لكن الغنة التي كانت في النون باقيه لأن الحرف الذي أبدلت من النون حرف فيه غنة أيضا وهو الميم الساكنة فلا بد من إظهار الغنة في البدل كما كانت في المبدل منه وهذا البدل إجماع من القراء (٣) . وعلة بدل النون الساكنة والتنوين ميما إذا لقيتها باء لأنه يتعسر التصريح بالنون الساكنة قبل الباء لأن النون الساكنة يجب إخفاؤها مع غير حروف الحلق والنون الخفية ليست إلا في الغنة التي معتمدها الأنف فقط والباء معتمدها الشفة ويتعسر اعتمادان متواليان على مخرجي النفس المتباعدين فطلبت حرفا يقلب النون إليها متوسطة بين النون والباء فوجدت الميم لأن فيه الغنة كالنون وهو شفوي كالباء (٤) . وسمي بالقلب لقلب النون الساكنة والتنوين ونون التوكيد الخفيفة ميما خالصة في اللفظ لا في الخط. هذا ولا يتحقق القلب على الصورة التي رأيناها إلا بثلاثة أعمال تقدم شرحها فيما سبق ويمكن إجمالها في:

١. قلب النون الساكنة أو التنوين أو نون التوكيد الخفيفة ميما خالصة لفظا لا خطا تعويضا صحيحا بحيث لا يبقى أثر بعد ذلك للنون الساكنة والمؤكدة والتنوين.

٢. إخفاء هذه الميم عند الباء.

٣. إظهار الغنة مع الإخفاء (٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>