للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن كان ذا مال وبنين " يحدث أن النون يسقط مخرجها بمعنى أننا لا نجعل طرف اللسان يلتصق بما يقابله من مقدم الحنك، بل نجعل الصوت يمر من الأنف لكي ننطق صويت الغنة التي هي الصفة الجوهرية المشخصة للنون، وبذلك تكون النون قد حذف منها شطرها الأول وهو المخرج ويبقى منها الشطر الآخر وهو الصفة، وبعد الانتهاء من نطق صويت الغنة نبدأ في نطق حرف الإخفاء وهو الكاف في مثال الآية التي معنا، فالملاحظ أنه ليس فيها انتقال مخرج النون إلى ما يقرب من حرف الإخفاء ولا انتقاله إلى مخرج حرف الإدغام بغنة، ولا تشديد كما تؤكده المشاهدة وتعضده الأدلة المشار إليها في هذا البحث.

٤.كيفية أدائه ومراتبه ومقداره: يؤدى صويت الغنة تبعا لمراتبه ودرجاته غنة سلسة في نطقها وإخراجها من غير تمطيط ولا لوك ومن غير زيادة ولا نقص عن مقدارها المحدد وهو: حركتان بحركة الأصبع قبضا أو بسطا كالمد الطبيعي، وقدرت الحركة برفع الأصبع أو خفضه بحالة متوسطة ليست بالسريعة ولا بالبطيئة أي غنة كاملة من غير تفاوت في مراتبها، ومن تمام كيفية أداء صويت الغنة إتباع صويتها لما بعده تفخيما وترقيقا فإن كان ما بعده حرف استعلاء فخم مثل " ينطقون "، وإن كان ما بعده حرف استفال رقق مثل " ما ننسخ" (١) . ومراتبه خمسة على القول المشهور:

١. أكملها يكون في المشدد نحو " يمنون عليك الحجرات ١٧ " ونحو " وهمت به يوسف ٣٤ " والمدغم كامل التشديد نحو " كم من البقرة ٢٤٩ " ونحو " إن نشأ النور الشعراء ٤ ".

٢. المدغم ناقص التشديد نحو " إن يقولون الكهف ٥ " ونحو " من ولي ولا واق الرعد ٣٧ ".

٣. المخفي ويدخل فيه الإقلاب نحو " ينبت النحل ١١ " ونحو " ولن صبر الشورى ٤٣ " ونحو " فاحكم بينهم المائدة ٤٨ ".

٤. الساكن المظهر نحو " وينئون عنه الأنعام ٢٦ "ونحو " ولكل قوم هاد الرعد ٧ ".

٥. المحرك نحو " ينادون غافر ١٠ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>