أوجه القراءات: روى قنبل عن ابن كثير، أنه قرأ "يتقي" بياء وقرأ الباقون {يَتَّقِ} من غير ياء. توجيه القراءات: قراءة الجزم واضحة، وأما قراءة قنبل عن ابن كثير، فتوجيهها: أن "من" بمعنى الذي، ورفع يتقي؛ لأنه صلة لـ "من" وعطف "يصبر" على معنى الكلام؛ لأن "من" وإن كانت بمعنى الذي، ففيها معنى الشرط، وقيل غير ذلك. الإتحاف: ٢٦٧، وتفسير القرطبي: ٩/ ٢٥٦ والمشكل: ١/ ٤٣٥. موطن الشاهد: "من يتقي". وجه الاستشهاد: مجيء فعل "يتقي" على قراءة قنبل بالياء؛ وذلك لِكون "من" بمعنى الذي ويتقي مرفوع، ويمكن أن تكون "من" للشرط، والضمة المقدرة على الياء في "يتقي" حذفت للجزم، وبقيت الياء، وهذا الوجه ضعيف. انظر البيان: ٢/ ٤٥. ٢ قنبل: هو أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن المخزومي، كان إمامًا في القراءات وضابطا متقنا، انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ورحل الناس إليه من سائر الأقطار، وهو من أصحاب ابن كثير "القارئ"، وقد أخذ عنه، مات بمكة سنة ٢٩١هـ. وَفَيات الأعيان: ٣/ ٤٢، وسير أعلام النبلاء: ١٤/ ٨٤، وطبقات القراء لابن الجزري: ٢/ ١٦٥. ٣ أي: ليست شرطية جازمة، ويتقي مرفوع لا مجزوم. ٤ أي أن قنبلا وصل بنية الوقف، كقراءة الحسن البصري: "ولا تمنن تستكثرْ" بتسكين تستكثر مع أنه مرفوع بإجماع السبعة، وكقراءة نافع: "محيايْ ومماتيْ" بسكون ياء محياي وصلا. انظر: مشكل إعراب القرآن: ٣/ ٤٣٤، والتصريح: ١/ ٨٨.