٢ حمل على هذا المعنى قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} ، فوجه الدلالة من الآية الكريمة ومن الحديث أن "رب" فيهما للتكثير وليست للتقليل؛ لأن كلا منهما مسوق للتخويف، ولا يناسب التخويف أن يكون القليل هو ودادتهم أن يكونوا مسلمين، ولا أن يكون القليل هو أن يعرى في الآخرة من كان كاسيا في الدنيا. ومن مجيئها للتكثير -أيضا- قول جذيمة الأبرش: ربما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات فالبيت مسوق للافتخار، ولا يناسبه التقليل. مغني اللبيب: ١٨٠. ٣ حديث شريف أخرجه البخاري في باب التهجد: ١/ ٢٠١ و٣/ ١٠ و١٠/ ٣٠٢-٥٩٨. والترمذي: ٢١٩٦. موطن الشاهد: "رب كاسية". وجه الاستشهاد: مجيء "رب" حرف جر شبيه بالزائد، مفيدا للتكثير؛ لما أوضحنا. ٤ استدل الكسائي على إعمال اسم الفاعل المجرد بمعنى الماضي من هذا القول. ٥ ينسب هذا البيت إلى رجل من أزد السراة ولم يعين اسمه؛ وذكر الفارسي: أنه لرجل اسمه عمرو الجنبي، كان من حديثه أنه لقي امرأ القيس في إحدى الفلوات فخاطبه بهذا البيت. ٦ تخريج الشاهد: ينشد بعد هذا البيت، قوله: وذي شامة غراء في حر وجهه ... مجللة لا تنقضي لأوان =