للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجيب بأن ذلك محتمل لثلاثة أوجه:

أحدها: أن يكون من التعليق بلام الابتداء المقدرة، والأصل: "لملاك" و: "للدينا" ثم حذفت وبقي التعليق.

والثاني: أن يكون من الإلغاء؛ لأن التوسط المبيح للإلغاء ليس التوسط بين المعمولين فقط، بل توسط العامل في الكلام مقتضٍ أيضا، نعم الإلغاء للتوسط بين المعمولين أقوى، والعامل هنا قد سبق بأني وبما النافية، ونظيره "متى ظننت زيدا قائما" فيجوز فيه الإلغاء.

والثالث: أن يكون من الإعمال على أن المفعول الأول محذوف، وهو ضمير الشأ،، والأصل: "وجدته" و: "إخاله" كما حذف في قولهم: "إن بك زيد مأخوذ".

[جواز حذف المفعولين اختصارا] :

فصل: ويجوز بالإجماع حذف المفعولين اختصارا١، أي: لدليل، نحو: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُون} ٢، وقوله٣: [الطويل]

١٩١- بأي كتاب أم بأية سنة ... ترى حبهم عارا علي وتحسب٤


١ المراد بالحذف اختصارا: حذف ما يمكن الاستغناء عنه، من الألفاظ؛ لداع يقتضيه؛ وهو جائز بشرط وجود دليل، يدل على المحذوف؛ وألا يترتب على الحذف فساد في المعنى أو في الصياغة اللفظية.
٢ "٢٨" سورة القصص، الآية: ٧٤.
موطن الشاهد: {تَزْعُمُونَ} .
وجه الاستشهاد: حذف مفعولي "تزعمون"؛ لدلالة ما قبلهما؛ والتقدير: أين شركائي الذين كنتم تزعمونهم شركائي؟ أو تزعمون أنهم شركائي.
٣ القائل: هو الكميت بن زيد الأسدي، وقد مرت ترجمته.
٤ تخريج الشاهد: البيت من قصيدة هاشمية للكميت؛ يمدح فيها آل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأولها قوله:
طربت، وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا مني، وذو الشيب يلعب
ولم يلهني دار ولا رسم منزل ... ولم يتطربني بنان مخضب
=

<<  <  ج: ص:  >  >>