للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجل" ١ وإذا علم فحذفه كثير، نحو: {فَلا فَوْتَ} ٢ {قَالُوا لا ضَيْرَ} ٣ ويلتزمه التميميون والطائيون٤.


١ هذا جزء من حديث نبوي ونصه: "أنا أغار، والله يغار، ولا أحد أغير من الله، ولذا حرم الفواحش"، والغيرة: الحمية والأنفة وانفعال النفس من فعل القبيح، يقال رجل غيور، وامرأة غيور، وهذا مستحيل على الله، فالمراد لازم الغيرة، وهو البعد عن الموبقات، وزجر مرتكبها.
تخريج الحديث: جاء الحديث بلفظ: "لا أحد أغير من الله، فلذلك حرم الفواحش". في مسند الإمام أحمد "المطبعة الميمنية": ١/ ٣٨١، والدررالمنثور للسيوطي "ط. دار الفكر": ٢/ ٢٤٨ و٣٨١ وفتح الباري لابن حجر "ط. دار الفكر": ٨/ ٣٠٢.
وجاء بلفظ: "لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش" في صحيح البخاري "ط. دار الفكر": ٦/ ٧٢، ٦/ ٧٤، وصحيح مسلم باب التوبة "مط. عيسى الحلبي" برقم ٣٣، ٣٤ وفتح الباري: ٨/ ٢٩٦.
موطن الشاهد: "لا أحد أغير".
وجه الاستشهاد: ذكر خبر "لا" النافية؛ أو خبر المبتدأ؛ وهو "أغير" وسبب ذكره جهلنا به؛ وحكم ذكر الخبر في هذه الحال الوجوب.
٢ "٣٤" سورة سبأ، الآية: ٥١.
موطن الشاهد: {لَا فَوْتَ} .
وجه الاستشهاد: حذف خبر "لا" لمعرفته من السياق؛ لأن التقدير: "لا فوت لهم"؛ وحكم حذفه الجواز عند الحجازيين، والوجوب عند التميميين والطائيين، كما نقل ابن مالك، ونقل ابن خروف عن تميم أنهم لا يظهرون الخبر المرفوع، ويظهرون المجرور والظرف. انظر شرح التصريح: ١/ ٢٤٦.
٣ "٢٦" سورة الشعراء، الآية: ٥٠.
موطن الشاهد: {لَا ضَيْرَ} .
وجه الاستشهاد: حذف خبر "لا" للعلم به من سياق الآية؛ لأن التقدير: لا ضير علينا؛ وحكمه واضح في الآية السابقة.
٤ الضمير في "يلتزمه" يحتمل أن يعود على حذف خبر "لا" سواء علم أو لم يعلم؛ ويحتمل عوده على الخبر بقيد كونه معلوما بقرينة ما؛ ويكون المراد أن الحجازيين يجيزون ذكر الخبر المعلوم وحذفه. أما التميميون والطائيون فلا يجيزون ذكره. ولعل هذا هو الصواب؛ لأن الجميع متفقون على أن الخبر غير المعلوم يجب ذكره.
هذا، وقد قال أبو حيان: إن أكثر ما يحذف الحجازيون خبر لا إذا كان مع "إلا" نحو "لا إله إلا الله" اهـ. وقد اختلف النحاة في إعراب هذه الجملة، ونحن نعربها لك =

<<  <  ج: ص:  >  >>