توجيه القراءات: من فتح الهمزة في الموضعين، فقد جعل "أن" وما دخلت عليه بدلا من الرحمة، ويمكن أن تكون "أن" الثانية توكيدا للأولى، وقيل غير ذلك، ومن كسر الثانية، جعل "إن" وما دخلت عليه جواب الشرط، وقال الزجاج: من فتح الأولى وكسر الثانية، فالمعنى راجع إلى المصدر، وكأنك لم تذكر "إن" الثانية، وعلى هذا، فالمعنى: كتب ربكم على نفسه الرحمة، أنه غفور رحيم، ومن كسر في الموضعين، فعلى مذهب الحكاية، فكأنه، لما قال: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىْ نَفْسِهِ الْرَحْمِةَ} . قال: إن من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم. انظر حجة القراءات: ٢٥٢-٢٥٣، وإتحاف فضلاء البشر: ٢٠٨، وإعراب القرآن، للنحاس: ١/ ٥٥٠، والبحر المحيط: ٤/ ١٤١، والنشر لابن الجزري: ٢/ ٢٥٨، وتفسير القرطبي: ٦/ ٤٣٦. موطن الشاهد: {.... فإنَّهُ غَفُوْرٌ رَحِيْم} وجه الاستشهاد: قرئت الآية بفتح همزة "أن وكسرها؟ والوجهان جائزان. ١ أي: على اعتبار "إن" مع معموليها جملة مستقلة بعد فاء الجزاء في محل جزم جواب الشرط، وهذا أفضل لعدم احتياجه إلى تقدير شيء. ٢ "٤١" سورة فصلت، الآية: ٤٩. موطن الشاهد: {إِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ} . وجه الاستشهاد: مجيء الجملة الاسمية بعد فاء الجزاء محذوفة المبتدأ؛ لأن التقدير: إن مسه الشر فهو يؤوس، كما في المتن، وحذف المبتدأ في هذه الحال أولى من حذف الخبر شرح التصريح: ١/ ٢١٨. ٣ أي الدالة على المفاجأة وهي المباغتة؛ لأن ما بعدها يحدث بعد وجود ما قبلها بغتة وفجأة. ٤ لم ينسب البيت إلى قائل معين.