للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرط الفعل ثلاثة أمور:

أحدها: أن يكون رافعا لضمير الاسم١، فأما قوله٢: [البسيط]

١٢٠- وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني ... ثوبي........................ ٣


١ أي: الاسم الذي لهذه الأفعال نحو: {وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} ، وذلك؛ لأن أفعال هذا الباب إنما جاءت؛ لتدل على أن مرفوعها هو الذي قد تلبس بالفعل، أو شرع فيه لا غيره، فلا بد في الفعل من ضمير يعود على المرفوع؛ ليتحقق ذلك.
التصريح: ١/ ٢٠٤.
٢ القائل هو: عمرو بن أحمر الباهلي، شارع مجيد من مخضرمي الجاهلية والإسلام، يُعرَف بكثرة غريبه في الشعر، وبصحة كلامه؛ وذلك لأنه كان في أفصح بقعة من الأرض أهلا، وهذا الموضع هو "يذبل" جبل مشهور لباهلة، وكان عمرو أعور العين؛ وذلك لسهم أصابه في عينه، عمَّر تسعين سنة وسقي بطنه فمات.
الشعر والشعراء: ١/ ٣٥٦، والجمحي: ٢/ ٥٨٠، المؤتلف: ٣٧، الخزانة: ٣/ ٣٨، اللآلي: ٣٠٧.
٣ تخريج الشاهد: البيت بتمامه هو:
وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني ... ثوبي، فأنهض نهض الشارب السكر
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ٢٠٤ برواية "الثمل"، والأشموني: "٢٤٥/ ١/ ١٣٠" وهمع الهوامع: ١/ ١٢٨، ١/ ١٣١، والدرر اللوامع: ١/ ١٠٢، ١/ ١٠٩، والخزانة: ٤/ ٩٣، "الثمل" والمقرب: ١٨، والعيني: ٢/ ١٧٣، والمغني: "٩٨٤/ ٧٥٤" برواية "ثمل" والسيوطي: ٣٠٨ وشذور الذهب: "٨٧/ ٢٥٢، ٣٥٩".
وقد ذكر الرواة بيتا مثله من كلام أبي حية النميري، وهو:
وقد جعلت إذا ما قمت يوقعني ... ظهري، فقمت قيام الشارب السكر
ويروى أيضا:
وقد جعلت إذا ما نمت أوجعني ... ظهري وقمت قيام الشارف الظهر
حاشية الصبان: ١/ ٢٦٣.
المفردات الغريبة: يثقلني: يجهدني ويتعبني، أنهض: أقوم، ومصدره النهض. السكر: صفة مشبهة بمعنى الثمل وهو الذي أخذ منه الشراب، وأضعف قواه.
المعنى: جعلت إذا قمت يجهدني ويتعبني ثوبي الذي ألبسه؛ لِما بي من ضعف، فأقوم بمشقة، كما يقوم السكران الذي أخذ منه من الشراب وأضعف قواه.
الإعراب: جعلت: فعل ماضٍٍ من أفعال الشروع، يعمل عمل "كان" والتاء: اسمه. إذا: ظرفية متضمنة معنى الشرط. ما زائدة. قمت: فعل ماضٍٍ وفاعل: يثقلني: فعل مضارع، والنون: للوقاية، والياء: مفعول به. ثوبي: فاعل يثقل، وهو مضاف، =

<<  <  ج: ص:  >  >>