رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى ... فما بال من يرمَى وليس برامِ وقول الفرزدق: وليس كليبي إذا جن ليله ... إذا لم يجد ريح الأتان بنائم ١ "٢" سورة البقرة، الآية: ٧٤. موطن الشاهد: {مَا اللَّهُ بِغَافِلٍ} . وجه الاستشهاد: مجيء "ما" عاملة عمل ليس، ودخول "الباء" الزائدة على خبرها، كما في الآية السابقة، ونقول في الإعراب: الباء حرف جر زائد، و"غافل": اسم مجرور لفظا منصوب محلا، على أنه خبر "ما"، وأمثلة إعمال "ما" عمل ليس مع دخول الباء الزائدة على خبرها كثيرة، فمن الشعر العربي المحتج به قول الفرزدق: ما أنت بالحكم الترضى حكومته ... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدلِ وقول عبيد بن الأبرص: ما الطرف مني إلى ما لست أملكه ... مما بدا لي بباغي اللحظ طماح وقول المتنبي: وما أنا بالباغي على الحب رشوة ... ضعيفٌ هوىً يبغي عليه ثواب انظر أوضح المسالك "تحقيق عبد الحميد": ١/ ٢٩٣. ٢ سواء كانت عاملة عمل "ليس" أو عمل "إن". ٣ القائل: هو سواد بن قارب الأزدي، وقيل: الأسدي الدوسي، أو السدوسي: صحابي وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان كاهنا في الجاهلية، وقصة إسلامه أوردها البخاري في تاريخه، وله أخبار أخرى مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. الإصابة: ٢/ ٩٥. ٤ تخريج الشاهد: هذا البيت من كلمة يخاطب بها الشاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبله، قوله: =