للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيرا من أحد إلا بالعافية" وكقراءة سعيد١: "إِنِ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادًا أَمْثَالُكُمْ"٢، وقول الشاعر٣: [المنسرح]

١١١- إن هو مستوليًا على أحد٤


١ هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الولاء، الكوفي، يكنى أبا عبد الله، ولد سنة ٤٥هـ. وهو تابعي جليل، قرأ على عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء، خرج على بني أمية مع عبد الرحمن بن محمد الأشعث، فقتله الحجاج سنة ٩٥هـ.
سير أعلام النبلاء: ٤/ ٣٢١، طبقات ابن سعد: ٦/ ٢٥٦، وفيات الأعيان: ٢/ ٣٧١.
٢ "٧" سورة الأعراف، الآية: ١٩٤.
أوجه القراءات: قرأ سعيد بن جبير بتخفيف "إن" ونصب "عبادا" و"أمثالكم". وقرأ الجمهور بتشديد "إن" ورفع "عباد" و"أمثالكم".
توجه القراءات: قراءة الجمهور واضحة، وأما قراءة سعيد بن جبير، فإن "إن" عاملة عمل "ليس" على لغة أهل العالية والذين: اسمها، وعبادا: خبرها. انظر: المحتسب: ١/ ٢٧٠، والبحر المحيط: ٤/ ٤٤٤.
موطن الشاهد: "إن الذين..... عبادا أمثالكم".
وجه الاستشهاد: إعمال "إن" عمل "ليس"، وحكم إعمالها جائز عند الكوفيين -ما عدا الفراء- وأجازه المبرد وابن السراج والفارسي من البصريين، وتبعهم ابن مالك في ألفيته. وانظر في إعراب الآية: البيان: ١/ ٣٨١، والعكبري: ١/ ١٦٧.
٣ لم ينسب البيت إلى قائل معين.
٤ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت وعجزه يروى على صور مختلفة، إحداها:
إلا على أضعف المجانين
الثانية:
إلى على حزبه الملاعين
الثالثة:
إلا على حزبه المناحيس
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ٢٠١، والأشموني: "٢٢٦/ ١/ ١٢٦"، وابن عقيل: "٨١/ ١/ ٣١٧" والمقرب: ١٩، والعيني: ٢/ ١١٣، وخزانة الأدب: ٢/ ١٤٣، وهمع الهوامع: ١/ ١٢٥، والدرر اللوامع: ١/ ٩٦، وشذور الذهب: "١٣٦/ ٣٦٣".
المفردات الغريبة: مستوليا: اسم فاعل من استولى على الشيء: أي تولاه وملك زمام التصرف فيه. المجانين: جمع مجنون، وهو الذي ذهب عقله.

<<  <  ج: ص:  >  >>