للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال سيبويه: شاذ، وقيل: غلط وإن الفرزدق لم يعرف شرطها عند الحجازيين١، وقيل: "مثلهم" مبتدأ؛ ولكنه بني لإبهامه مع إضافته للمبني، ونظيره: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُون} ٢، {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُم} ٣، فيمن فتحهما، وقيل: "مثلهم" حال، والخبر محذوف، أي: ما في الوجود بشر مثلهم.

الرابع: أن لا يتقدم معمول خبرها على اسمها، كقوله٤: [الطويل]

١٠٥- وما كل من وافى منىً أنا عارف٥


١ في هذا الكلام نظر؛ لأن العربي لا يطاوعه لسانه على النطق بغير لغته، كما أوضحنا في وجه الاستشهاد.
٢ "٥١" سورة الذاريات، الآية: ٢٣.
موطن الاستشهاد: {إِنَّهُ لَحَقٌ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ} .
وجه الاستشهاد: مجيء "مثل" مبنية على الفتح؛ لأنها مبهمة، ومضافة إلى مبني بعدها هو "ما" علمًا أنها تستحق الرفع على التبعية لـ "حق"، وحكم بناء "مثل" في هذه الحال الجواز.
٣ "٦" سورة الأنعام: ٩٤.
موطن الشاهد: {تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} .
وجه الاستشهاد: مجيء "بَيْنَ" مبنيا على الفتح؛ لإضافته إلى "مبني"، هو "كم"، و"بين": مبهم، فيجوز في هذه الحال بناؤه وإعرابه، وهو فاعل تقطع، فإما أن نقول: "بين" فاعل مبني على الفتح في محل رفع، أو نقول: "بينكم" فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة و"كم": مضاف إليه.
٤ القائل: هو مزاحم بن الحارث العقيلي، وقيل مزاحم بن عمرو بن مرة بن الحارث، شاعر إسلامي، من بني عقيل بن ربيعة، وبدوي فصيح، كان في زمن جرير والفرزدق، روي أن الفرزدق دخل على عبد الملك بن مروان، أو أحد بنيه، فسأله: أتعرف أحدا أشعر منك؟ فقال: لا، إلا غلاما من بني عقيل؛ فإنه ينعت الفلوات، فيجيد، ثم دخل جرير فسأله، فأجابه كذلك، ثم دخل ذو الرمة، فأجاب مثلها. الأغاني: ١٩/ ٢٧، ٣٤.
٥ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
وقالوا: تعرَّفْها المنازلَ من مِنىً
وهو من شواهد: الأشموني: "٢١٥/ ١/ ١٢٢"، والتصريح: ١/ ١٩٨، والكتاب لسيبويه: ١/ ٣٦، ٣٧ والخصائص: ٢/ ٤٥٣، ٤٧٦، والعيني: ٢/ ٩٨، ومغني اللبيب: "١١٨٠/ ٩١٠" والسيوطي: ٣٢٨ وشذور الذهب: "٩١/ ٢٥٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>