للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اختصاص كان بجواز حذفها على أربعة أضرب] :

ومنها: أنها تحذف، ويقع ذلك على أربعة أوجه:

أحدها، وهو الأكثر: أن تحذف مع اسمها ويبقى الخبر، وكثر ذلك بعد "إن" و"لو" الشرطيتين"١.

مثال "إن" قولك: "سر مسرعا إن راكبا وإن ماشيا، وقوله٢: [الكامل]

٩٤- إن ظالما أبدا وإن مظلوما٣


١ علة الكثرة بعد "إن" و"لو" أنهما من الأدوات التي تطلب فعلين، فبالحذف يخف طول الكلام، وخصتا بذلك من بين أدوات الشرط؛ لأن "إن" أُمُّ أدوات الشرط الجازمة، و"لو" أُمُّ الأدوات غير الجازمة، والنحاة يتوسعون في الأمهات.
التصريح: ١/ ١٩٣، وحاشية الصبان: ١/ ٢٤٢.
٢ القائل هو: النابغة الذبياني، أبو أمامة أو ثمامة، زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني، شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى من أهل الحجاز، والحكم على الشعراء في سوق عكاظ، وهو أشعر شعراء عصره؛ لحسن ديباجته، ورونق كلامه، وقلة سقطه وحشوه.
الشعر والشعراء: ١/ ١٥٧، والأغاني: ١١/ ٣.
٣ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت للنابغة الذبياني، وصدره قوله:
حدبت عليَّ بطون ضبة كلها
ورواية العجز الصحيحة لبيت النابغة هي:
إن ظالما فيهم وإن مظلوما
والبيت: رابع خمسة أبيات للنابغة الذبياني، يرد فيها على يزيد بن أبي حارثة بن سنان، وكان يزيد يعير النابغة. وهو من شواهد: سيبويه: ١/ ٢٦٢، والأشموني: "٢٠٤/ ١/ ١١٩"، وديوان النابغة: ٧٠. ومثل الشاهد، قول ليلى الأخيلية:
لا تقربن الدهر آل مطرف ... إن ظالما أبدا وإن مظلوما
وبهذه الرواية، جاء الاستشهاد في أغلب كتب النحو، وهو من شواهد: ابن عقيل: "٧٠/ ١/ ٢٩٤" وهمع الهوامع: ١/ ١٢١، والدرر اللوامع ١/ ٩٠، وقطر الندى: "٤٨/ ١٨٦" والتصريح على التوضيح: ١/ ١٩٣.
المفردات الغريبة: حدبت: من حدب عليه بكسر الدال، إذا عطف ورق. ضبة: بفتح الضاد وتشديد الباء هو ضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار، ويروى "ضنة" بكسر الضاد وتشديد النون، وهو ضنة بن عبد بن كثير بن عذرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>