للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكوفيون يقيسون على ذلك١.

ويجوز حذف المنصوب إن كان متصلا، وناصبه فعل أو وصف غير صلة الألف واللام٢، ونحو: {وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُون} ٣، وقوله٤: [البسيط]

٥٧- ما الله موليك فضلٌ فاحمدنه به٥.


١ خلاصة ما تقدم: أن الكوفيين، يجيزون حذف العائد المرفوع بالابتداء مطلقا، طالت الصلة أم قصرت، سواء كان الموصول "أيا" أم غيرها ويوافقهم البصريون في "أي" أما غيرها فيشترطون طول الصلة، فالخلاف بينهما فيما إذا لم تطل الصلة، وكان الموصول غير "أي" وحجة الكوفيين السماع، وعند البصريين شاذ شرح التصريح: ١٤٤.
٢ لا يجوز حذف منصوب صلة الألف واللام، إذا عاد إليها؛ لأنه دليل على اسميتها الخفية، فلو حذف ضاع هذا الفرض، أما إذا عاد على غيرها فيجوز حذفه، نحو: جاء الذي أنا المكرم.
٣ "٦٤" سورة التغابن، الآية: ٤.
موطن الشاهد: {مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} .
وجه الاستشهاد: حذف العائد المنصوب المتصل؛ لأن الأصل: يعلم ما يسرونه وما يعلنونه، وحكم حذف العائد في هذه الحال الجواز؛ لأن ناصبه فعل.
٤ لم ينسب إلى قائل معين.
٥ تخريج الشاهد:
هذا صدر بيت وعجزه قوله:
فما لدي غيره نفع ولا ضرر.
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ١٤٥، وابن عقيل "٣٤/ ١/ ١٦٩"، وهمع الهوامع: ١/ ٨٩.
المفردات الغريبة: موليك: مانحك ومعطيك، وهو اسم فاعل من أولى يولى أي أعطى. فضل: منة وعطاء تفضلا منه.
المعنى: يخاطب الشاعر الإنسان العاقل، بأن ما وهبه الله لك من النعم هو تفضل منه وإحسان، وليس جزاءًا لعمل عملته، أو حقا لك عليه سبحانه، فاحمد الله واشكره على ذلك، فهو وحده النافع الضار، ومن بيده مقاليد الأمور، ولا يملك غيره من الأمر شيئا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>