موطن الشاهد: "ذو حفرت وذو طويت". وجه الاستشهاد: استعمال "ذو" في الجملتين اسما موصولا لمؤنث، بمعنى "التي"؛ لأنها واقعة على البئر، وهي مؤنثة، على الرغم من أن لفظها مفرد مذكر، ومعلوم أن البئر غير عاقلة، فيكون استعمل "ذو" للدلالة على المفرد المؤنث غير العاقل. ومن استعمال "ذو" في المفرد المذكر العاقل، قول الطائي: فقولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا ... هلمَّ فإن المشرفيَّ الفرائض أي: قولا لهذا المرء الذي جاء ساعيا. ومن استعمال "ذو" في المفرد المذكر غير العاقل، قوله أيضا: أظنك دون المال ذو جئت طالبا ... ستلقاك بيض للنفوس قوابض والمراد: دون المال الذي جئت. أوضح المسالك "تحقيق عبد الحميد": ١/ ١٥٤، حا: ١. ١ عند بعض بني طيئ، فتقول في المذكر: "ذو قام"، وفي المؤنث "ذات قامت"، وفي مثنى المذكر "ذوا قاما" وفي مثنى المؤنث "ذواتا قامتا"، وفي جمع المذكر "ذو قاموا" وفي جمع المؤنث "ذوات قمن"، وفي الأصول، لابن السراج، أن ذلك عن جميع طيئ، وتبعه ابن عصفور في المقرب. التصريح: ١/ ١٣٧، ١٣٨، وابن عقيل "تحقيق البقاعي": ١/ ١٢٢. ٢ ابن السراج: هو أبو بكر محمد بن السري البغدادي النحوي، صاحب الكتب الممتعة في النحو، كان أحدث أصحاب المبرد سنا مع ذكاء وفطنة، قرأ كتاب سيبويه على المبرد، وقيل: ما زال النحو مجنونا، حتى عقله ابن السراج بأصوله، أخذ عنه أبو القاسم الزجاجي، والسيرافي، والفارسي، والرماني، له مصنفات هامة، فيها: شرح كتاب سيبويه، ومختصر في النحو، واحتجاج القراءة، والجمل وغيرها، مات شابا سنة ٣١٦ هـ. البلغة: ٢٢٢، إنباه الرواة: ٣/ ١٤٥، وبغية الوعاة: ١/ ١٠٩، ومعجم المؤلفين: ١٠/ ١٩، والأعلام: ٧/ ٦.