للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَرْفُوعِ، وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} ١، وليست موصولا حرفيا خلافا للمازني٢ ومن وافقه، ولا حرف تعريف خلافا لأبي الحسن٣.

[ذو الطائية] :

وأما "ذو" فخاصة بطيئ، والمشهور بناؤها، وقد تعرب، كقوله:

فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا٤


١ ٥٢ سورة الطور، الآية: ٥.
موطن الشاهد: {الْمَسْجُورْ} .
وجه الاستشهاد: مجيء "أل" موصولا اسميا؛ لدخولها على اسم المفعول، وهو صفة صريحة.
٢ هو: أبو عثمان، بكر بن محمد بن بقية المازني، من بني مازن بن شيبان، كان إماما في العربية ثقة واسع الرواية، لا يناظره أحد إلا قطعه؛ لقدرته على الكلام، وهو بصري أخذ عن أبي عبيدة والأصمعي، وأبي زيد، وروى عن المبرد، قيل فيه: لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان، له تفسير كتاب سيبويه، وعلل النحو، والتصريف. مات سنة ٢٤٩هـ بالبصرة.
البلغة: ٤١، بغية الوعاة: ١/ ٤٦٣، إنباه الرواة: ١/ ٢٤٦، الأعلام: ٢/ ٤٤، معجم المؤلفين: ٣/ ٧١.
٣ حجة أبي الحسن أن العامل يتخطَّاها، نحو: جاء الكتاب، كما يتخطاها مع الجامد، نحو: جاء الرجل، وهي مع الجامد معرفة اتفاقا، فتكون كذلك مع المشتق، ورُدَّ بأن سبب ذلك أنها على صورة الحرف.
التصريح: ١/ ١٣٧.
وأبو الحسن: هو سعيد بن مسعدة المعروف بالأخفش البصري، وهو الأخفش الأوسط، أحد أئمة النحاة البصريين، قرأ النحو على سيبويه، وكان أكبر منه، وصحب الخليل، ولم يأخذ منه، وقرأ كتابه سيبويه على الكسائي، وكان أعلم الناس بالكلام، وأحذقهم بالجدل، له مصنفات عديدة، منها: المقاييس في النحو، والأوسط، والاشتقاق. مات سنة: ٢١٥هـ. البلغة: ٨٦، إنباه الرواة: ٢/ ٣٦، بغية الوعاة: ١/ ٥٩، مراتب النحويين: ١٠٩، الأعلام: ٣/ ١٥٤.
٤ مر هذا الشاهد والتعليق عليه.
موطن الشاهد: "من ذي".
وجه الاستشهاد: مجيء "ذي" -على هذه الرواية- يدل على أن "ذو" الموصولة، قد تكون معرفة إعراب "ذي"، التي بمعنى "صاحب"، أي: التي من الأسماء الستة، والذي رواه "بالياء" أبو الفتح بن جني، في كتابه "المحتسب"، وهو مشكل؛ لأن سبب البناء قائم، ولم يعارضه معارض مما يختص بالاسم، حتى يراعي المعارض فتعرب.
انظر شرح التصريح: ١/ ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>