تقول بنتي: قد أنى أناكا ... يا أبتا علك أو عساكا ونظيره قول الآخر: يا أبتا أرقني القذانُ ... فالنوم لا تطعمه العينانُ أوضح المسالك: ٤/ ٣٨-٣٩. ٢ مر تخريج هذا الشاهد والتعليق عليه. موطن الشاهد: "يا اللهم، يا اللهم". وجه الاستشهاد: جمع الشاعر بين ياء النداء والميم المشددة التي تتبع المنادى عوضا عن حرف النداء، فجمع بين العوض والمعوض عنه؛ وحكم هذا الجمع شاذٌّ؛ وقد ذكر المؤلف البيت ليبين لنا أن في قولهم: "يا أبتا" جمعا بين العوض والمعوض منه؛ كما في هذا الشاهد، والذي ذهب إلى أنه جمع بين العوض "التاء" والمعوض منه."الألف المنقلبة عن ياء المتكلم"؛ وهو ابن جني؛ لأنه يرى: أن هذه الألف هي ياء المتكلم انقلبت ألفًا بعد فتح ما قبلها، وأما ابن مالك فيرى: أن هذه الألف، هي التي تلحق آخر الاسم المندوب، والمستغاث، والمنادى البعيد؛ وعليه فلا جمع بين العوض والمعوض منه؛ وبالتالي فلا مشابهة بين ما ذكر وبين الشاهد؛ غير أنه مع بين "الياء"، و"التاء" في قول الشاعر: أيا ابتي لا زلت فينا؛ فإنما ... لنا أمل في العيش ما دمت عائشا فذهب البصريون: إلى أنه ضرورة من ضرورات الشعر؛ لأن "التاء" عوض من "ياء المتكلم"، ولا يجوز الجمع بينهما، وذهب كثير من الكوفيين إلى أنه ليس ضرورة، وأنه يجوز لك في "السعة" أن تقول: يا أبتي. انظر التصريح: ٢/ ١٧٨. ٣ وكذلك في الخط؛ والغالب والأفضل جعلها تاء عند الكتابة والوقف.