للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا إن أريد به أنها لا توجد إلا والنبوة ثابتة، فهو صحيح، وإن كانت مع ذلك دليلاً على نبيّ، فلا يمتنع أن يكون الشيء الواحد دليلاً على أمور كثيرة، لكن يمتنع أن يوجد مع انتفاء مدلوله.

فما دلّ على النبوة قد يدلّ على أمور أخرى من أمور الرب تبارك وتعالى، لكن لا يمكن أن يدل مع انتفاء النبوة؛ أي مع كون النبوة المدلول عليها باطلة لا حقيقة لها، ولكن قد يدلّ مع موت النبي ومع غيبته؛ فإن موته وغيبته لا ينفي نبوته.

وليس من شرط دليل النبي أن يكون [موجوداً] ١ في محل المدلول عليه، ولا في مكانه ولا زمانه.

وقول من اشترط في آيات الأنبياء أن تكون مقترنة بالدعوى: في غاية الفساد والتناقض، كما قد بُسط٢، لا سيما والآيات قد تكون مخلوقة [نائية] ٣ عن النبي، وعن مكانه، وكذلك سائر الأدلة، لا سيّما ما يجري مجرى الخبر.

فالأخبار الدالة على وجود المخبر به لا يجب أن تكون مقارنة للمخبر به؛ لا في محله، ولا زمانه، ولا مكانه.

آيات الأنبياء شهادة من الله بنبوتهم

وآيات الأنبياء: هي شهادة من الله، وإخبار منه بنبوتهم، فلا [يجب] ٤ أن تكون في محلّ النبوة، ولا زمانها ولا مكانها، لكن يجوز ذلك؛ فلا يمتنع أن يكون الدليل في محل المدلول عليه، [ولا] ٥ في زمانه، [ولا] ٦ في


١ في ((خ)) : وجود. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ وهم الأشاعرة.
٣ في ((خ)) رسمت: ثابتة. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ في ((م)) ، و ((ط)) : تجب.
٥ في ((م)) ، و ((ط)) : أو.
٦ في ((م)) ، و ((ط)) : أو.

<<  <  ج: ص:  >  >>