للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحد١، وعلموا أنّ أبا حامد لا يُوافقهم على هذا، فاستضعفوه، و [نسبوه] ٢ إلى أنّه مقيّد بالشرع والعقل٣.

وأبو حامد بين علماء المسلمين، وبين علماء الفلاسفة. علماء المسلمين يذمّونه على ما شارك فيه الفلاسفة ممّا يُخالف دين الإسلام. والفلاسفة يعيبونه على ما بقي معه من الإسلام، وعلى كونه لم ينسلخ [منه] ٤ بالكليّة إلى قول الفلاسفة.

ذم ابن رشد للغزالي

ولهذا كان الحفيد ابن رشد٥ يُنشد فيه:

يوماً يمان إذا ما جئتَ ذا يمنٍ وإن لقيتَ معديّاً فعدناني٦


١ وشيخ الإسلام رحمه الله يرى أنّ ابن عربيّ، وابن سبعين؛ من أئمة ملاحدة الصوفيّة تأثّروا بكلام الغزالي، وبنوا أفكارهم على أصله الفاسد. انظر: من كتبه: كتاب الصفدية ١٢٣٠-٢٤٤. وجامع الرسائل ١١٦٣-١٦٤. ودرء تعارض العقل والنقل ٦٢٤١، ١٠٢٨٣.
٢ في ((خ)) : نسبه. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ انظر: ذمّ ابن سبعين للغزالي في: بد المعارف لابن سبعين ص ١٤٤. وكذا انظر: ذمّ ابن طفيل له - وهو من الفلاسفة - في فلسفة ابن طفيل، ورسالته ((حي ابن يقظان)) دراسة عبد الحليم محمود ص ٧٩، نقلاً عن تعليق محقق بغية المرتاد ص١١٠.
٤ في ((ط)) : عنه.
٥ وابن رشد معدود من الفلاسفة. وقد قال يذمّ الغزالي: (إنّه لم يلزم مذهباً من المذاهب في كتبه، بل هو مع الأشاعرة أشعريّ، ومع الصوفية صوفي، ومع الفلاسفة فيلسوف، حتى أنّه كما قيل:
يوماً يمان إذا لاقيتَ ذا يمنٍ وإن لقيتَ معديّاً فعدنانيّ)
فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال ص ٣٠.
٦ من شعر عمران بن حطان الخارجي. انظر: الكامل للمبرد ٢١٧٠. والأغاني للأصفهاني ١٨١١٢. وانظر: منهاج السنة النبوية ١٣٥٧. ودرء تعارض العقل والنقل ١٠٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>