للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسيرة يوم قلعة سنان، وهي قصر لا يعرف على وجه الأرض أحصن منه على رأس جبل منقطع عن سائر الجبال [ليس في رأسها ماء إلا المطر بها خمس مراحل نقر في حجر] «١» ، وهو جبل عال يقصر سهم العقّار عن الوصول إليه ويرتقى إليها من سلّم نقر في حجر طوله مئة وتسعون درجة وبأسفلها قصبة بها عين ماء وبها فواكه وثمار.

ومن عمالتها قسنطينة «٢» ، وهي بلد (ة) كبيرة متحضرة بها غاية الحصانة والمنعة.

فأما تونس فهي قاعدة الملك وبها مما يليها بجاية قاعدة ملك ثانية، وهي مدينة مسوّرة في وطاءة من الأرض بسفح جبل يعرف بأمّ عمرو، ويستدير بها خندق حصين وثلاثة أرباض كبيرة من جهاتها، وأرضها سباخ «٣» ، وبها قصبة وهي القلعة في مصطلح المغاربة هي سكن السلطان، وجميع بناء تونس بالحجر والآجرّ [وأبنيتها] «٤» مسقوفة بالأخشاب وتفرش ديار أكابرها بالرّخام، ومنذ خلا الأندلس من أهله وآووا إلى جناح ملوكها مصّروا إقليمها ونوعوا بها الغراس فكثرت متنزّهاتها، وامتدّ بسيط بساتينها على بحيرة من البحر الشاميّ خارجة إلى شرقيّها من فم ضيق.

قال أبو عبيد البكريّ:

دورها أربعة وعشرون ميلا في وسطها جزيرة يقال لها سكلة لا ساكن بها، وربما يركب إليها السلطان ويقطع في المراكب إليها زمان الربيع ويضرب أخبيته بها، ويقيم للتنزّه فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>