للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحمّل قلبي فيك ما لا أبثه ... وإن طال سقمي فيك أو طال إضراري

وبين ضلوعي منك مالك قد بدا ... ولم يبد باديه لأهل ولا جاري

وبي منك في الأحشاء داء مخامر ... فقد هدّ مني الركن وأنبت أسراري

ألست دليل الركب إن هم تحيروا ... ومنقذ من أشفى على جرف هار؟

أنرت الهدى للمهتدين ولم يكن ... من النور في أيديهم عشر معشار

وعلمتهم علما فباتوا بنوره ... وبان لهم منه معالم أسرار

مهامه للغيب حتى كأنها ... لما غاب عنها منه حاضرة الدار

وأبصارهم محجوبة وقلوبهم ... تراك بأوهام حديدات أبصار

فنلني بعفو منك أحيا بقربه ... أغثني بيسر منك يطر إعساري «١»

وقال ذو النون:" [الصدق] «٢» سيف الله تعالى في أرضه ما وضع على شيء إلا قطعه." «٣»

وقال:" من تزيّن بعمله كانت حسناته سيئات" «٤» وقال:" كان لي صديق فقير، فمات، فرأيته في المنام؛ فقلت له: ما فعل الله بك؟. قال: قال لي: قد غفرت لك بترددك إلى هؤلاء السفل أبناء الدنيا في رغيف قبل أن يعطوك." «٥»

وقال سالم المغربي: حضرت مجلس ذي النون، فقلت: يا أبا الفيض! ما كان سبب توبتك؟. فقال: عجب لا تطيقه، فقلت: بمعبودك إلا أخبرتني، فقال ذو النون: أردت الخروج من مصر إلى بعض القرى، فنمت في الطريق ببعض الصحارى، ففتحت عيني فإذا أنا بقنبرة «٦» عمياء سقطت من وكرها على الأرض، فانشقت الأرض، فخرج منها سكرجتان «٧» ؛ إحداهما ذهب، والأخرى فضة، وفي إحداهما سمسم، وفي الأخرى ماء،

<<  <  ج: ص:  >  >>