يدرن من اللحظ السواجي «١» مدامة ... فلله ما أحلى ولله ما أصفى
وينصبن من هدب المآقي حبائلا ... فكم أنفس أسرى لذي المقلة الوطفا
وبي قمر منهن تبدي فأصبحت ... منازله من جسمي القلب والطّرفا
حكى الشمس وجها والغزال التفاتة ... وغصن النقا «٢» عطفا ودعص «٣» اللوى ردفا
أبدر بني خاقان رفقا بعاشق ... براه النّوى حتى لقد كاد أن يخفى
وقد عدتني يوما فعدني بمثله ... لعلّي من الأوصاب إن زرتني أشفى
يداوى أناس بالبعاد فما شفوا ... ولا شيء أبرى من وصال ولا أشفى
وما أنس لا أنسى زيارة مالكي ... ألاحظ منه البذر والغصن والحشفا
هصرت بذيّاك القوام أراكه ... وأفنيت تلك الراح من ريقه رشفا
أيا ذهبيّ اللّون روحي ذاهب ... فرفقا بهيمان على الموت قد أشفى «٤»
ومنه قوله: [الكامل]
شرف الحرير بأن غدا لك ملبسا ... لم لا وجسمك منه ألين ملمسا
يا شادنا ما ازداد مني وحشة ... إلا وزاد القلب فيه تأنّسا
طلست «٥» عقول الناس لمّا أن غدا ... يمشي الهوينا في قباء أطلسا
متنسّم عن نفحة مسكيّة ... متبسم عن أنشبيّ في الغسا «٦»
هو ثالث القمرين وهو أتمّها ... نورا وأبعدها مدى أن يلمسا
إنّ التفاوت في العلو لموضح ... من كان أعلى في المنازل مجلسا
فالبدر في أولى السما والشمس في ... وسطى ومن أهواه حلّ الأطلسا