للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لأن عقلاء البلدين يشكون الحرية في هذين القانونين١.

ومهدت الحكومة لقانون المطبوعات بأن ضمت المطبوعات الفرنجية إلى العربية في إدارة واحدة، وتساوت بذلك الصحف جميعًا في الحقوق والالتزامات٢، ثم صدر قانون المطبوعات المصري في ٢١ نوفمبر ١٨٨١ وهو أول تشريع للصحافة يرتب شئونها ويحدد واجباتها ويعلن حقوقها، وإلى أن يحين وقت الحديث عنه مفصلًا نذكر للتيمس كلمة قالتها فيه تجمل الرأي عنه، فهو عندها قانون شديد وهو أسخف من أن ينفذ٣ وقد أشارت إلى شدته الجريدة الفرنسية الرسمية في إحدى المناسبات٤ وقد أصدرت حكومة شريف قانون المطبوعات ولم تطبقه على صحيفة من الصحف العربية بالرغم من صفة التزمت والتضييق الغالبة على معظم مواجه بيد أن جريدة La Gazette Des Tribubaux كانت الجريدة الفرنجية الوحدة في مصر التي أنذرت بمقتضى هذا القانون في ٧ يناير عام ١٨٨٢ لخوضها في المسائل السياسية دون أن يبيح لها ترخيصًا ذلك؛ ثم لأنها "استعملت التمويهات المنطوية على سوء القصد"٥، وفيما عدا هذا الإنذار بقي القانون معطلًا عن أداء وظيفته في جو مملوء بالأحداث الجسام.

مضت الحكومة الشريفية تؤدي وظيفتها أحسن الأداء، وأفسحت صدرها للملاحظة والنقد، سواء من أعضاء المجلس أو من صحافة مصر، هي لا تنذرها ولا تعطلها إلا مضطرة، وكادت تستقيم الأمور لها وتتمكن الحياة الدستورية من التأصل والاستواء لولا أن هذا النجاح لم يرض الرقيبين الأجنبيين ولم يرض قنصليهما، فإذا الأخيران يخلقان أزمة فجة غير مناسبة، فقد انتهزت الحكومتان


١ المحروسة ٧ نوفمبر عام ١٨٨١.
٢ المحروسة ١٥ نوفمبر عام ١٨٨١.
٣ التيمس ٨ نوفمبر عام ١٨٨١.
٤ المحروسة ٧ يناير عام ١٨٨٢.
٥ الوقائع المصرية ١٤ يناير عام ١٨٨٢.

<<  <   >  >>