وزعم الأستاذ أبو إسحاق١ الإسفراييني أن القدر الذي يدعو به الإنسان غيره إلى التواضع يثبت توقيفًا، وما عدا ذلك يجوز أن يثبت بكل واحد من الطرفين.
ومثال القاضى أبو بكر: يجوز أن يثبت توقيفًا، ويجوز أن يثبت اصطلاحًا، ويجوز أن يثبت بعضه توقيفًا وبعضه اصطلاحًا وكل ممكن.
وعمدة القاضى أن الممكن هو الذي لو قدر موجودًا لم يعرض من وجودها محال فوجب قطع القول بإمكانها.
وعمدة المعتزلة أن اللغات لا تدل على مدلولاتها كالدلالة العقلية ولهذا المعنى يجوز اختلافها، ولو ثبتت توقيفًا من جهة الله تعالى لكان ينبغى أن يخلق الله العلم بالصيغة ثم يخلق العلم بالمدلول، ثم يخلق لنا العلم بجعل الصنعة دليلًا على ذلك المدلول، ولو خلق لنا العلم
١ هو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران عالم بالفقه والأصول وكان ثقة في الحديث توفي عام ٤١٨هـ.