للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا ذهب بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟ " (١).

٤ - ومما يستدل به كذلك جواب أبي سفيان (٢) لهرقل (٣) عندما سأله عن النبي ، عندما أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله هادن فيها أبا سفيان وكفار قريش، فكان مما سأله عنه: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقال أبو سفيان: لا. فقال هرقل: ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله (٤).

وبعد؛ فهذه نماذج على صدقه وعصمته من الكذب قبل بعثته.

وكذا الحال بعد بعثته فهذه أخبار نبينا محمد وآثاره وسيره وشمائله معتنى بها مستوفاة تفاصيلها لم يرد في شيء منها تداركه لخبر صدر منه رجوعا عن كذبة كذبها، أو اعترافًا بخلف في خبر أخبر به ولو وقع شيء من ذلك لنقل إلينا.

ومن المعلوم من دين الصحابة وعادتهم مبادرتهم إلى تصديق النبي في جميع أقواله والثقة بجميع إخباره في أي باب كانت وعن أي شيء وقعت دون توقف أو تردد في شيء منها أو استثبات عن حاله


(١) أخرجه الطبري في تفسيره (٧/ ١٨٢)، وأورده ابن كثير في تفسيره (٢/ ١٣٠).
(٢) اسمه صخر بن حرب بن أمية أبو سفيان القرشي الأموي، مشهور باسمه وكنيته، أسلم عام الفتح وشهد حنينا والطائف وكان من المؤلفة، توفي في آخر خلافة عثمان.
الإصابة (٢/ ١٧٢، ١٧٣).
(٣) هَرَقل: هو ملك الروم، وهرقل اسمه - وهو بكسر الهاء وفتح الراء وسكون القاف - ولقبه قيصر، كما يلقب ملك الفرس كسرى ونحوه. فتح الباري (١/ ٣٣).
(٤) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الوحي. انظر: فتح الباري (١/ ٣١) ح ٧.

<<  <   >  >>