للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مظهر من مظاهر النهضة الوطنية المباركة، فسعد مدرسة لا تقفل أبوابها يؤمها الطلاب من أنحاء القطر١.

وقد تأثر الخطباء بسعد، فنهجوا نهجه في اختيار الأسلوب، وتجويد العبارة، والميل إلى السهولة والسجاحة، وقد كان ذلك الوضوح في خطابة سعد، ومتابعة الخطباء والسياسيين له في هذا المنحى من ملائمات السياسة؛ لأنها تعتمد على هز المشاعر وتوضيح الغرض، والحث على الجهاد، ولا يتفق مع ذلك التعقيد والالتواء والالتجاء إلى التعالي والإغراب.

وكان من أثر النشأة الأزهرية في سعد الخطيب أن جاءت خطبة قوية النسج، صحيحة الإعراب، قوية الحجة، منطقية في سياقها وتسلسلها.

وأول خطبة ألقاها في الحركة الوطنية هي التي ألقاها في الاجتماع الذي عقد في دار المغفور له "حمد الباسل باشا" في يوم ١٣ من يناير سنة ١٩١٩م، وقد هيأ بها النفوس للجهاد المتصل، والنضال المستمر.

وأما كلمته الثانية فهي التي ألقاها في دار جميعة الاقتصاد السياسي، والإحصاء والتشريع في يوم ١٧ من فبراير سنة ١٩١٩م بعد سماع محاضرة "مستر برسيفال"، إذ وقف في جمع حافل من خيرة المثقفين المصريين والأجانب، وقال كلمته المشهورة: "إن الحماية باطلة"، ثم تلت ذلك حياة كانت سلسلة من خطبه

الرائعات وآيه البينات.


١ في المرآة ص٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>