للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَفَرًا} ١، أي: منك، أما المضاف والمقرون بـ"أل" فيمتنع وصلهما بـ"من".

تنبيهات: الأول: اختلف في معنى "من" هذه: فذهب المبرد ومن وافقه إلى أنها لابتداء الغاية، وإليه ذهب سيبويه، لكن أشار إلى أنها تفيد مع ذلك معنى التبعيض فقال في "هو أفضل من زيد": فضله على بعض ولم يعم، وذهب في شرح التسهيل إلى أنها بمعنى المجاوزة، وكأن القائل: "زيد أفضل من عمرو" قال: جاوز زيد عمرًا في الفضل، قال: ولو كان الابتداء مقصودًا لجاز أن يقع بعدها "إلى"، قال: ويبطل كونها للتبعيض أمران: أحدهما: عدم صلاحية "بعض" موضعها، والآخر: كون المجرور بها عامًّا، نحو: الله أعظم من كل عظيم.

والظاهر -كما قال المرادي- ما ذهب إليه المبرد، وما رد به الناظم ليس بلازم؛ لأن الانتهاء قد يترك الإخبار به، لكونه لا يعلم، أو لكونه لا يُقصد الإخبار به، ويكون ذلك أبلغ في التفضيل؛ إذ لا يقف السامع على محل الانتهاء.

الثاني: أكثر ما تحذف "من" ومجرورها إذا كان "أفعل" خبرًا كالآية، ويقل إذا كان حالًا، كقوله "من الطويل":

٧٦٩-

دنوت وقد خلناك كالبدر أجملا ... "فظل فؤادي من هواك مضللا"


١ الكهف: ٣٤.
٧٦٩- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح ٢/ ١٠٣؛ وشرح ابن عقيل ص٤٣٦؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٥٠.
شرح المفردات: دنوت: اقتربت. خلناك: حسبناك. المضلل: الضائع.
المعنى: يقول: لقد اقتربت، وكنت في ظني بدرًا، فإذا بك أجمل منه، فسيطر هواك على فؤادي، ولم يعد يهتدي إلى صوابه.
الإعراب: "دنوت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "وقد": الواو حالية، و"قد": حرف تحقيق. "خلناك" فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به "كالبدر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول ثان لـ"خال". "أجملا" حال منصوب، والألف للإطلاق. "فظل": الفاء حرف عطف، "ظل": فعل ماض ناقص. "فؤادي": اسم "ظل" مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "في هواك": جار ومجرور متعلقان بـ"مضلل"، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "مضللًا": خبر "ظل" منصوب. =

<<  <  ج: ص:  >  >>